العقيدة الوسطى
لمحمد بن يوسف السنوسي
تمهيد


محمد بن يوسف السنوسي مشهور خاصة بعقائده: الكبرى والوسطى والصغرى وصغرة الصغرى والمقدمة، كلها مع شروحها، وشرح العقيدة الجزائرية.  أما العقيدة الوسطى فهي الوحيدة بين مؤلفات السنوسي التي ذُكر فيها لها تأريخ كتابتها، فتمت يوم عرفة (9 ذو الحجة) 875 = 29 مايو 1471.

          لا يُذكر عنوان هذه العقيدة لا في المتن ولا في الشرح.  أما بروكلمان (Brockelmann) فيعطي بعض عوانين لا نستطيع قبولها، منها "الجمل".  إنما هذا كلمة وردت في الجملة الأولى للعقيدة.  وكذلك لا أساس لعنوان "المرشدة"، فلعلها التباس وخلط بين العقيدة وبين شرح السنوسي لمرشدة ابن تومرت.  والعنوان الثالث الذي يذكره بروكلمان وهو "عمدة أهل التدقيق والتصديق" لا أساس له أصلاً، ولعله اقتداء عن بعض النسّاخ بعنوان العقيدة الكبرى (عمدة أهل التوفيق والتسيديد في شرح عقيدة أهل التوحيد).  فيما يتعلق بمؤلفات السنوسي الأخرى يحيل الكاتب في شرح الجزائرية وفي المقدمة إلى "شرحي عقيدتنا الكبرى والوسطى"، وهذه الإحالة أقرب ما يمكننا أن نأتي به من عنوان مثبّت.

          تحيل العقيدة الوسطى عدة مرات إلى العقيدة الكبرى، بمعنى أن العقيدة الكبرى أوسع منها. ولكن اسم "الوسطى" يلمح إلى وجود الصغرى، وقد أورد السنوسى في شرح الجزائرية نصوصا التقطها من العقيدة الصغرى دون أن يشير إليها.  أما العقيدة الصغرى نفسها لا تحيل إلى أي مصنف آخر.  زيادة على هذا، رتبتها في قائمة مصنفات السنوسي لكاتب سيرته الملالي[1]والنزعة الطبيعية إلى إيجاز عمل طويل  وتبسيطه، كل ذلك يدل على أن العقيدة الصغرى تأتي بعد الوسطى.  أما "صغرة الصغرى" و"المقدمة" ففيهما بعض التقدمات والإصلاحات بالنسبة لشرح الجزائرية التي هي مجرد تكرير ما في الكبرى والوسطى.

          وهنال سؤال: هل كانت فرقة زمنية بين متون عقائد السنوسن وبين شروحها؟ إذا قارننا بين ما نعرفه من تتطور فكر السنوسي وبين محتويات شروحه، الجواب يكون: لا.  أما الوسطى وشرحها فيظهر أن السنوسي ألفهما معاً في وقت واحد.

          لذلك أقترح الترتيب التالي لمصنفات السنوسي في علم الكلام: (1) العقيدة الكبرى وشرحها، (2) العقيدة الوسطى وشرحها، (3) العقيدة الصغرى وشرحها، (4) شرح الجزائرية، (5) صغرة الصغرى وشرحها، (6) المقدمة وشرحها.

أما العقيدة الكبرى والعقيدة الوسطى مع شرحيهما وكذلك شرح الجزائرية فهي مصنفات ضخمة تُناقش جزئيات مسائل علم الكلام المهمة كلها، بينما غيرها من المصنفات ليست إلاّ مؤجزات أو تسبيطات لأجل المبتدئين.

العقيدة الكبرى التي تقتدي بنظام عقيدة ابن مرزوق ليس لها  نظام منطقي محكم. أما العقيدة الوسطى فبعكس ذلك وهو مصنف مبدع أصلي، له نظام منطقي واضح وفكر أكثر تبييناً. وفي مقدمة شرحها يقول السنوسي إن بعض الناس وجدوا الكبرى صعبة الفهم وشرحَها طويلا جداً، فيقول إن الوسطى "أخص وأقرب للفهم، وبالرغم من أنها قصرى فيها براهين يقينة لسهل التعلم وتعليقات في جزئيات العقيدة التي لا توجد في الكتب الضخمة".

أما شرح الجزائرية ففيها نصوص طويلة مقتطفة حرفياً من الكبرى والوسطى وبالرغم من أنها متأخرة لا نجد فيها تطوراً في فكر الكاتب ولا نظاماً منطقياً محكماً، ذلك لأنها ليست إلاّ شرح شعر رجل آخر.

لذلك لنفهم فكر السنوسي في علم الكلام يجب علينا أن ننظر خاصة إلى العقيده الوسطى، فهي مركز مصنفاته، أما مصنفاته الأخرى فلا تفيد إلاّ تكميلات وإصلاحات لما في العقيدة الوسطى.


          الأسكوريال - Escorial

697: من الصحيفة 3ب إلى 83ب، 25 سطر للصحيفة، تأريخ 948-989         س1

هذا أقدم المخطوطات الموجودة.  لها 277 صحف وفيها ست مصنفات، من بينها مؤلفات خمس للسنوسي.  يشملها نفس الخط إلاّ الصحف الأولى حيث توجد إجازة المنجور المؤرخة آخر رجب 989= آخر أوغست 1581.  وفيها شرح مقدمة إيساغوجي للسنوسي المؤرخ 29 صفر 948 = 24 يونيو 1541. والكتابة مغربية جميلة ولو منحصرة.

          مدريد- Madrid: Biblioteca Nacional

320،4 (5127)، 11 صحف، 18-20 سطر للصحيفة، لا تأريخ لها                   م

ليس في هذه المخطوطة إلاّ المتن، والكتابة سيئة بنفس الشكل ك"س1"ز

         رباط: Bibliothèque Générale et Archives

D379، من الصحيفة 1ب إلى 115ب، تأريخ 1055                                    س4

واليد مثل س1.

         الجزائر: Bibliothèque Nationale

2007، من الصحيفة 98أ إلى 172ب، تأريخ 1281                                    س5

2024، من صحيفة 121ب إلى 235أ

         تونس: Bibliothèque Nationale سوق العطارين

ولو جمعت المخطوطات تحت سقف مكتبة واحدة، قسمت على حسب مكتباتها القديمة:

369، من الصحيفة 113 إلى 210، تأريخ 1134                                         ت4

904، تأريخ 1143                                                                                ت5

1171، قبل 1171 (تأريخ التكملة)                                                          ت11

1234، لا تأريخ لها، ولكن قديمة                                                             ت12

991، تأريخ 1173

4813، تأريخ 1184

773، تأريخ 1188

995، تأريخ 1311

4253 (3060)، تأريخ 1317

197، تأريخ 1319

171، لا تأريخ لها، حديثة

1254، لا تأريخ فها، حديثة

المكتبة العبدلية:

6907، تأريخ 1103                                                                             س2

7892، تأريخ 1024                                                                              ق1

8571، تأريخ 1086                                                                              ت2

8344، تأريخ 1120 (المتن وحده)                                                            ت3

7504، من الصحيفة 145 إلى 210ب، تأريخ 1151                                    ت6

9022، تأريخ 1152                                                                              ت7

7499، تأريخ 1154                                                                              ت8

8214، تأريخ 1155                                                                              ت9

9021، تأريخ 1160                                                                           ت10

9020، تأريح 1163

8020، تأريثخ 1183

9144، تأريخ 1188

7893، تأريخ 1193

9572، تأريخ 1207

9019، تأريخ 1227 (غير كاملة)

9229، تأريخ 1270

9572، تأريخ 1207

9532، لا تأريخ لها، قديمة

8522، لا تأريخ لها، حديثة

9196، لا تأريخ لها، حديثة

9775، لا تأريخ لها، حديثة

مكتبة الرضوان:

8081، لا تأريخ لها

مكتبة جازعة عقبة بالضيروان:

17169، تأريخ 1312، غير كاملة

         Paris, Bibliothèque Nationale:

1275، لا تأريخ لها.

هذه المخطوطة غير كاملة، وبعض الصحف مجلدة في تنظيم خاطئ. ويدل الخط وخاصيات القراءة على أنها تنتسب إلى نوع قراءة المجزوع"ت"، وهي نسخة ضعيفة في هذا المجموع.

         القاهرة: دار الكتب

لا رقم في الفيلم، تأريخ 1108

يدل الخط على أن أصله المغربي، والقراءات تنتسب إلى المجموع "ت"ز

         الطرابلس: مكتبة الأوقاف

فهرست وقف النائب 298، ص1، لا تأريخ لها، حديثة.  عنوان المخطوطة "حاشية على العقيدة الوسطى" بدون إشارة إلى اسم المؤلف.


الأثارات المختلفة

لا بد أن نكون اختلافات كثيرة بين مثل هذه المخطوطات العديدة، وهذا ما ملاحظه فعلاً. فأغلب الاختلافات أخطاء  الناسخ سهواً، ومن الصعب أن نبني عائلات من القراءات.  ولكن في شرح القسم الأول للعقيدة يلاحظ اختلافاً مهماً بين بعض مخطوطات: فبعد قول السنوسن إن المقلد كافر، فيها زيادة قول آخر يناقض هذا الموقف.  وهذه الزيادة لا تنسجم مع نحو النص ولا مع موقف السنوسي في باقية الوسطى ولا توجد في المخطوطات القديمة، ليست إذاً إلاّ إيلاج منوي.  ولهذا يمكننا أن نميز جملة المخطوطات التي ليست فيها هذه الزيادة، وهي: س1،ت2، ق3، س4، س5.  ولم أقدر أن أطالع هذا النص في ق1 وت10، بينما في م وت3 وق4 وق5 لا نجد إلاّ مت العقيدة.

          لا أهمية لاختلافات الأخرى، ولكن المخطاطات الأزهرية تشبه مجموع "ت". و يمكنما أن نزيد ق1 إلى هذا المجزوع، ولكن تختلف عنها ت3 وت10 كثيراً.  وتختلف عنها أيضاً "م" كثيراً ولا تقترب إلاّ ب"س1" في عدة الجزئيات.


توجيهات هذا الإصدار

لاختيار القراءات استندت أولاً على المجموع "س"، ومنه خاصة على س1.  ثم احترمت المجموع "ق" جاعلاً إياه في المستوى الثاني، أما "م" والمجموع "ت" فاخترتهما في حالة التواقف بينها في قراءة معينة وكذلك في حالة اختلاف بين مجموعي "س" و"ق".

          في العقيدة الوسطى أبواب وفصول، وتحوّل مستمر بين النص والشرح.  فرقمت كل نص، وقبل كل واحد أشرت إلى رقم الصفحة في المخطوط "س1".

          وأستعمل العلامات التالية:

ز = تزيد

ن = تنقص

ع = تعوض ب



[1] المواهب القدوسية في المناقب السنوسية, Paris: Bibliothèque Nationale, ms. 6897.