ابن حجر العسقلاني

الدرر الكامنة في أيام الميئة الثامنة

صبيح بن عبد الله التكروري الكلوتاتي الحارس سمع مع ولدي سيده من النجيب والشيخ شمس الدين ابن العماد وغيرهما وحدث بدمشق وبالقاهرة وكان صالحاً معتقداً أذكره ابن رافع وقال ذكر لي أنه اشترى نفسه من سيده بخمسمائة درهم جمعها من صنعة الكلوتات مات بدمشق في المحرم سنة 731 وله بضع وسبعون سنة...

عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن أبي الفتح بن محمود بن أبي القاسم التكريتي الاصل سراج الدين ابن الكويك التاجر الاسكندراني الربعي ولد سنة 659 وسمع من النجيب جزء ابن عرفة وحدث به مرة ففرق على كل من سمع عليه ديناراً ديناراً وتفقه للشافعي مهر ورحل إلى دمشق فسمع بها من اسحاق الاسدي واسمعيل بن مكتوم وبنت الطائحي وغيرهم وكان من رؤساء الكارم وبني مدرسة الثغر وهو جد شيخنا أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد اللطيف وأنجب هو وأبا جعفر وأبا اليمن قرأت بخط ولده أبي جعفر انه مات في جمادى الأولى سنة 34 ببلاد التكرور...

ثم ملك عبد الحليم سجلماسة في سنة 763 ثم نازعه عبد المؤمن على أخيه ففر عبد الحليم إلى بلاد التكرور فقدم مع الركب إلى مصر فأكرمه يلبغا وأنزله وأعانه على الحج فلما رجع وأراد بلاده مات بتروجة سنة 767...

القاسم التكروري أحد الصلحاء الزهاد كان يقيم بالمدينة ويسيح في الجبال فلا يدخل إلا يوم الجمعة مات في ذي الحجة سنة 747...

ماري حاطة بن منشا بن مغابن منشا موسى بن أبي بكر التكروري ملك التكرور ملك بعد أبيه وسار سيرة قبيحة بالغ في التبذير والفسق حتى مات في سنة 775 وولى بعده ابنه منشا موسى...

محمد بن عبد الله التكروري خطيب بلاده ثم حج وسكن المدينة وكان على طريقة مثلي كثير البر والإيثار وتفقد الإخوان متسع العلم مات بالمدينة سنة 742 ودفن عند قبر عثمان حفر له بين القبور فوجدوا قبرا معقودا ليس فيه أحد فوضع فيه...

محمد بن مسلم بتشديد اللام ابن أحمد البالسي الأصل التاجر الشهير يقال كان أبوه حمالاً ثم كثر ماله ونشأ ولده ناصر الدين على صيانة وجده لأمه شمس الدين أحمد بن بشير كان من كبار التجار بمصر ورزق الحظ الوافر في التجارة وفي العبيد السفارة فكان يرحل إلى الهند والحبشة واليمن والتكرور ويعودون له بالأرباح الكثيرة المفرطة غاب مرة في قوص فأشاع ولده نور الدين علي أنه مات وبذل للأشرف شعبان مالاً عريضاً من ماله حتى مكنه من حواصله فبلغ ذلك أباه فحضر في أيام يسيرة واستعاد بعض المال وذهب أكثره ولما مات سنة 776 ورثه ولده علي وغيره من ولده فكان حصة الذكر أكثر من مائتي ألف دينار وهو صاحب المدرسة بالفسطاط من أحسن المدراس ولم تكمل إلا بعد موته وعمر مطهرة بجوار جامع عمرو وكان كثير الصدقات كثير التقتير على نفسه...

موسى بن أبي بكر سالم التكروري ملك التكرور قدم حاجاً سنة 724 في رجب وأدخل إلى الناصر فامتنع من تقبيل الأرض وقال لا أسجد لغير الله فأعفاه السلطان وقربه وأكرمه وأحسن تجهيزه إلى الحجاز وكثر في أيدي الناس الذهب من التكاورة وانحط سعر الدينار وسار في ركب بمفرده وكان مهاباً في قومه فلا يخاطبه أحد إلا ورأسه مكشوف وأقام بعد الحج ثلاثة أشهر بمكة ورجع ومات من رجاله عدد كثير من البرد واقترض من التجار لما رجع مالاً كثيراً فسار معه جماعة إلى بلاده لقبض أموالهم وكان عفيفاً ديناً اشترى جملة من الكتب ويقال أن جملة ما كان معه من المال مائة جمل فأنفقها في طريقه حتى استدان ولما رجع وفى جميع ما عليه وأرسل لجماعة ممن رافقه في الحج من أكابر المصريين حتى والي مصر انعامات كثيرة وكانت هديته إلى السلطان خمسة آلاف مثقال وكان كثير المروءة جداً وقدم للخزانة السلطانية شيئاً كثيراً من التبر المعدني الذي لم يصنع ولما رجع بعث للسلطان من هدايا الحجاز شيئاً كثيراً وجامله بالجميل والألطاف والمبلغ له ولأصحابه ولم يدع هو أميراً ولا صاحب وظيفة سلطانية حتى وصله بجملة من الذهب وبقي موسى في مملكته خمساً وعشرين سنة واستقر ابنه فيها أربع سنين ثم تملك عمه سليمان.