ابن ماجد
كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد
وهناك صحاري وبحور خارجات، أول الظلمات، إذا نزلت الشمس بلسرطان، فيرجع البر من هناك إلى بر الكانم الذي تملكه ذرية سيف بن ذي يزن. وهم أقوام بيض على جنوبي السودان، لبعد الشمس عليهم للشمال كبياض الترك، وبعد الشمس عهم للجنوب. وأما سواد السودان فلاحتراقهم بالشمس، لأنهم قريب خط الاستواء بالقرب من الشمس طول الزمان.
فإذا تجاوزت الكانم جئت إلى بر الواحات وهي قريب المغاربة وكان طريق الفلفل في قديم الزمان من هذا المكان. وإذا جئت بر المغاربة بقرب مسار، وهو المكان الذي لات يونس عليه السلام، فالتقمه الحوت وهو مُليم. فإذا خلفت ذلك المكان جئت لأصفي، وهي بلدة مشهورة عند المغاربة، وتمكنت في بر المغربة. فإذا قربت باب سبتة مدخل البحر الرومي، ويسمى برح الزقاق، ودخلت على بحر أوقيانوس لأن بحر أوقيانوس—الاسم بالنصراني اليوناني—هو البحر المحيط بالدنيا.