ابن حوقل
صورة الأرض
ثم البحر المحيط الجنوب فيمر على ماسة ومغارب سجلماسة وظاهر السوس الأقصى ويمتد على ظواهر أودغشت وغانة وكوغة وقبول سامة وغريوا في بلد لا عدد لأهلها إلى أن يصل إلى البرية التي لا تُسلك إلى الحين. ويكون بين دبرتة وبلاد الزنج براري عظيمة ورمال كانت في سالف الزمان مسلوكة. وفيها الطريق من مصر إلى غانة فتواترت الرياح على قوافلها ومفردتهم فأهلكت غير قافلة وأتت على غير مفردة، وقصدهم أيضاً العدو فأهلكهم غير دفعة. فانتقلوا عن ذلك الطريق وتركوه إلى سجلماسة. وكانت القوافل تجتاز بالمغرب إلى سجلماسة. وسكنها أهل العراق وتجار البصرة والكوفة والبغداذيون الذين كانوا يقطعون ذلك الطريق. فهم وأولادهم تجاراتهم دائرة ومفردتهم دائمة وقوافلهم غير منقطعة إلى أرباح عظيمة وفوائد جسيمة ونعم سابغة. قل ما يدانيها التجار في بلاد الإسلام سعة حال. ولقد رأيت صكّاً كُتبت بدين على محمد بن أبي سعدون بأودغشت وشهد عليه العدول باثنين وأربعين ألف دينار...
... وله من وراء ما يقبضه [أمير أجدابية] للسلطان لوازم على القوافل الصادرة والواردة من بلاد السودان...
... وما عداه [سلطان المغرب] وأوغل في براري سجلماسة وأودغست ونواحي لمطة وتادمكة إلى الجنوب ونواحي فزان ففيه مياه، عليها قبائل من البربر المهملين الذين لا يعرفون الطعام ولا رأوا الحنطة ولا الشعير ولا شيئاً من الحبوب، والغلب عليهم الشقاء، والاتشاح بالكساء، وقوام حياتهم باللبن واللحم. وسأذر ذلك وأصفه بعد فراغي من ذكر المسافات على استقصاء إن شاء الله...
ومن سجلماسة إلى أودغست شهران على سمت المغرب فتقع منحرفة محاذاة عن السوس الأقصى كأنهما مع سجلماسة مثلث طويل الساقين، أقصر أضلاعه من السوس إلى أودغست. وأودغست مدينة لطيفة أشبه بلاد الله بمكة وبمدينة الجرزوان في بلد الجوزجان من بلاد خراسان لأنها بين جبلين ذات شعاب.
ومن أودغست إلى غانة بضعة عشر يوماً بالمفردة، ومن غانة إلى كوغة نحو شهر، ومن كوغة إلى سامة دون الشهر، ومن سامة إلى كُزم نحو شهر أيضاً، ومن كزم إلى كوكو شهر، ومن كوكو إلى مرندة شهر، ومن مرندة إلى زويلة شهران، ومن زويلة إلى أجدابية شهر، ومن زويلة إلى فزان خمس عشرة مرحلة، ومن فزان إلى زغاوة شهران.
وعلى سمت أودغست المتقدم ذكرها في نقطة المغرب أوليل وهو على نحر البحر وآخر العمارة. وأوليل معدن الملح ببلاد المغرب، بينها، وبين أودغست شهر. ومن أوليل إلى سجلماسة راجعاً إلى الإسلام شهر ومن سجلماسة إلى لمطة معدن الدرق اللمطية عشرون يوماً، ومن أوليل إلى لمطة معدن الدرق خمسة وعشرون ميلاً. ودون لمطة من بلاد المغرب تامدلت، وعلى جنوبها أودغست. ومن سجلماسة إلى القيروان على نفزاوة ونواحي قسطيلية شهران...
فأما ما يُجهز من المغرب إلى المشرق فالمولدات الحسان الروقة كالتي استولدهن بنو العباس وغيرهم وأكابر رجالهم. وولدن غير سلطان عظيم كسلامة البربرية أم أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وقراطيس أم أبي جعفر هرون الرائق بن المعتصم، وقتول أم أبي منصور محمد القهر بن المعتضد، وغير من ذكرتُ من ملوك المشرق وأمرائه، والغلمان الروقة الروم، والعنبر والحرير والأكسية والصوف الرفيعة والدنية إلى جاباب الصوف وما يُعمل منه والأنطاع والحديد والرصاص والزيبق، والخدم المجلوبون من بلاد السودان والخدم المجلوبون من أرض الصقالبة على الأندلوس. ولهم الخيل النفيسة من البراذين والبغال الفُرة والإبل والغنم وما لديهم من ماشية البقر وجميع الحيوان الرخيص...
ويقارب القيروان سجلماسة في صحة الهواء ومجاورة البيداء مع تجارة غير منقطعة، منها إلى بلد السودان وسائر البلدان وأرباح متوافرة ورفاق متقاطرة وسيادة في الأفعال وحسن كمال في الأخلاق والأعمال، يخرجون برسومهم عن دقة أهل المغرب في معاملاتهم وعاداتهم إلى عمل بالظاهر كثير، وتقدُّم في أفعال الخير شهير وحنوّ بعض على بعض من جهة المروؤة والفتوّة وإن كانت بينهم الحنات والتراث القديمة تواضعوها عند الحاجة واطّرحوها رياسة وسماحة وكرم سجية تختصهم، وأدب نفوس وقف عليهم بكثرة أسفارهم وطول تغربهم عن ديارهم وتعزبهم من أوطانهم. ودخلتها في سنة أربعين. فلم أر بالمغرب أكثر مشائخ في حسن سمة وممازجة للعلم. وأهله إلى سعة نفوس عالية وهم سامقة سامية، وسائر أرباب المدن دونهم في اليسار وسعة الحال. وتتقارب بالعصبية أوصافهم وتتشاكل أحوالهم.
ولقد رأيت بأودغست صكّاً فيه ذكر حق لبعضهم على رجل من تجار أودغست وهو من أهل سجلماسة باثنين وأربعين ألف دينار، وما رأيت ولا سمعت بالمشرق لهذه الحكاية شبهاً ولا نظيراً، ولقد حكيتها بالعراق وفارس وخراسان فاستُطرفت.
ولم يزل المعتز أيام ولايتها وهو أميرها يجتبيها من قوافل خارجة إلى بلد السودان وعشر وخراج وقوانين قديمة على ما يباع بها ويُشترى من إبل وغنم وبقر إلى ما يخرج عنها ويدخلها من نواحي إفريقية وفاس والأندلس والسوس وأغمات إلى غير ذلك مما على دار الضرب والسكة زُهاء أربع مائة ألف دينار تختص بها وبعملها وقد ذكرت أن ارتفاع المغرب من أوله إلى آخره من ثمان مائة ألف دينار إلى ما زاد على ذلك بيسير وربما نقص الكثير.
والبربر السكان بالمغرب فقبائل لا يُلحق عددهم ولا يُقف على آخرهم لكثرة بطونهم وتشعب أفخاذهم وقبائلهم وتوغلهم في البراري وتبددهم في الصحرى وجميعهم من ولد جالوت إلا اليسير منهم. وفيهم ملوك ورؤساء ومقدمون في القبائل يطيعونهم فلا يعصونهم ويأمرونهم فلا يخالفونهم. والمال فيهم من الماشية كثير غزير ومن المتعزبين الموغلين في البراري صنهاجة أودغست وسمعت أنا إسحق إبرهيم بن عبد الله المعروف بفَرَغَ شُغْلُهُ وهو صاحب الدَين والصكّ الذي قدمت ذكره بأودغست يقول سمعت تنبروتان بن أسفيشر يقول وكان ملك صنهاجة أجمع أنه يلي أمرهم مذ عشرون سنة وأنه لا يزال في كل سنة يرد عليه قوم منهم زائرين له لم يعرفهم ولا سمع بهم ولا مَقَلَهم. قال ويكونون نحو ثلثمائة ألف بيت من بين نوّالة وخُصّ وكان المُلك في أهل هذا الرجل لهذا القبيل مذ لم يزالوا.
وحدثني أيضاً أبو إسحق إبرهيم بن عبد الله أن قبيلة من قبائل البربر قصدت ناحية أودغست للإيقاع بآل تَنْبَروتان في جمغ كثيف وعُدة قوية وعدة عظيمة تلتمس غِرة، وتهتبل فرصة عن طوائل حدثت مع بعض صنهاجة. وبلغ ذلك تنبروتان ملكهم هذا وأعيد عليه ذكرهم وحالهم ومقصدهم في طريقهم دفعات، فلم يُعد جواباً فيه ودعا برعاة كانوا لأخته وكانت أيسر أهل قبيلتها وأكثرهم مالاً من حيث لا يعلم أحد وقال لهم أنتم على مياه فلانة وفلانة وبنو فلان يردون ناحيتكم ليلة كذا وكذا فإذا كان في سُحرة تلك الليلة فاعتمدوا هَيج الإبل التي هناك بأجمعها على الشرف الفلاني ونفارها على القوم واكتموا على ما أقوله عن أنفسكم لتنالوا به مني خيراً إن شاء الله وأتى القوم فنزلوا ونفّر الرعاة الإبل فصوّبت على المكان والجيش الذي به، فأتت على جميع من كان منهم مع إبلهم وسلاحهم دوساً لهم ووطئاً عليهم حتى استفاض جميع من بأودغست ومن بعُد عنهم من أعدائهم أنه لم يُعرف لواحد منهم حلية بوجه من الوجوه ولا أثر لشيء مما كان معهم حتى جعلوه شِذر مِذر وكان رعاتهم هناك مائة ومع كل راع منهم مائة وخمسون جملاً وأصبحوا إليه يهنئونه وقد كفاهم الله شرهم.
وملك أودغست هذا يخالط ملك غانه وغانه أيسر من على وجه الأرض من ملوكها بما لديه من الأموال والمدخرة من التبر المثار على قديم الأيام للمتقدمين من ملوكهم وله ويهادي صاحب كوغه. وليس كوغه بقريب من صاحب غانه في اليسار وحسن الحال ويهادونه وحاجتهم إلى ملوك أودغست ماسّة من أجل الملح الخارج إليهم من ناحية الإسلام فإنه لا قوام لهم إلا به، وربما بلغ الحمل الملح في دواخل بلد السودان وأقاصيه ما بين مائتين إلى ثلثمائة دينار.
وفيما بين أودغست وسجلماسة غير قبيلة من قبائل البربر متعزبون لم يروا قط حاضرة ولا عرفوا غير البادية العازبة. فمن ذلك شرطة وسمسطة، وبنو مسوفا قبيل عظيم من المقيمين بقلب البر على مياه غير طائلة لا يعرفون الُر ولا الشعير ولا الدقيق وفيهم من لم يسمع بهما إلا بالمثل وأقواتهم الألبان وفي بعض الأوقات اللحم. وفيهم من الجلد والقوة ما ليس لغيرهم ولهم ملك يملكهم ويدبرهم تكبره صنهاجة وسائر أهل تلك الديار لأنهم يملكون تلك الطريق وفيهم البسالة والجرأة والفروسية على الإبل والخفة في الجرى والشدة والمعرفة بأوضاع البر وأشكاله والهداية فيه والدلالة على مياهه والصفة والمذاكرة. ولهم الحس الذي لا يدانيه في إدلالة إلا من قاربهم وسعى سعيهم.
فإنه يُحكى عن أهل فرغانة وأشروسنة واسبيجاب وخوارزم من الهداية والاستدلال في الظلام والليم البهيم بغير نجوم والنهار المنطبق بالقتام والركام وسقوط الثلج بحيث يُنكر المرء من لديه على خطوات ولا يراه للضباب وهم في ذلك يجرون ويسيرون وقد استوت فجاج الأرض وأوعارها وجبالها وأوديتها بما استولى عليها من الثلوج فصارت كالمستوية الأرجاء وهم غازون فيقول قائلهم أين نحن وعلى أي أشجار نسير وبأي واد وعلى أي قُتر من الجبل الفلاني أنتم، فلا يخرم مجيبه فيما يجيبه به عن نفس الحقيقة والموضع الذي سأله عنه. ولقد قال أحدهم لمن سأله نحن على الشجرة الفلانية من بلد كذا وكذا وما رآه سائله بل أنت عن تلقائها فوُجد الأمر على قول المجيب، ورأيت من بعض هذا القبيل وقد أثيرت جمال أراد هذا الرجل بعضها وقد قعد على طريقها وهي نافرة شاردة وكانت بأجمعها فحولاً بُزّلاً، فقبض على كُراعه وهو نافر وقد ساواها في العَدْو فمنعه الحركة إلى أن ضرب به الأرض ونحره فكأنه نحر عنزاً أو قصد جدياً. ولهم خلق تام وحول وجلد عام في نسائهم وفي رجالهم ولم يُر لأحدهم ولا لصنهاجة مذ كانت من وجوههم غير عيونهم، وذلك أنهم يتلثمون وهم أطفال وينشؤون على ذلك ويزعمون أن الفم سوئة تستحق الستر كالعورة لما يخرج منه إذ ما يخرج منه عندهم أنتن مما يخرج من العورة، ولهم لوازم على المجتازين عليهم بالتجارة من كل جمل وحمل ومن الراجعين بالتبر من بلد السودان وبذلك قوام بعض شؤونهم...
ورأيت من بعض هذا القبيل وقد أُثيرت جمال أراد هذا الرجل بعضها، وقد قعدعلى طريقها وهي نافرة شاردة، وكانت بأجمعها فحولاً بزلاً. فقبض على كراعه وهو نافر وقد ساواها في العدو فمنعه الحركة إلى أن ضرب به الأرض ونحره، فكأنه نحر عنزاً أو قصد جدياً.
ولم خلق تام وحول وجلد عام في نسائهم وفي رجالهم ولم يُر لأحدهم ولا لصنهاجة مذ كانت من وجوههم غير عيونهم، وذلك أنهم يتلثمون وهم أطفال، وينشؤون على ذلك. ويزعمون أن الفم سوءة تستحق الستر كالعورة لما يخرج منه، إذ ما يخرج منه عندهم أنتن مما نخرج من العورة.
ولهم لوازم على المجتاازين عليهم بالتجارة من كل جمل وحمل ومن الراجعين التبر من بلد السودان وبذلك قوام بعض شؤونهم.
وبين المغرب والبلدان التي قدمت ذكرها وبلد السودان مفاوز وبراري منقطعة قليلة المياه متعذرة المراعي لا تسلك إلا في الشتاء وسالكها في حينه متصل السفر دائم الورود والصدر.
وقد أعدت في غير موضع ما استكثرته من عدد أحياء البربر وقبائلهم الذين تجمعهم أبوة جالوت. وكأني ببعض المتصفحين لكتابي هذا يستثقل ذلك ولا ينزله منزلته. وقد أعدتُ بهذه الصفحة وما يتلوها ذكر ما وقع إلي من أسماء قبائل صنهاجة وبطونها وأفخاذها وعصبتهم. وهم:
أنكيفو
وبني ماركسن
وبني كاردميت
وبني سيغيت
وبني صالح
وبني مسوفا
وبني وارث
وبني توتك
وسرطة
وسططة
وترجة
ومداسة
وبني لموتونا
ومغرسة
ومومنة
وفرية
ولمطة
وملوانة
وأنيكارتوهثذ قبائل صنهاجة الخُلّص. وأما بني تانماك ملوك تادمكة والقبائل المنسوبة إليهم. فيقال أن أصلهم سودان أبيضّت أبشارهم وألوانهم لقربهم إلى الشمال وبعدهم عن أرض كوكو. وهم لأماتهم من ولد حام.
وهندزه
ومكيتة
وكلماتة
وإنكرياغن
وكركة
وإيللغموتن
وكطوطاوة
وسكرة
وبلغلاغة
وإنديمن
وهاكتة
وإنمزيرن
وإيمزواغن
وكيلتموتى
وكيلمكزن
وكيلفروك
وفدالة
وكلساندت
وكيل دفر
وبني بزار
وإيمكدرن
وإيكوفان
وإنككلن
وإسطافن
وإيفكرن.ويقول آخرون بل من صنهاحة أنفسهم. واحتج ملحق بني تانماك ببنوة حام، بقول الكندي أن البيضان إذا تناسلوا في بلد السودان سبعة أبطن عادوا في سحنتهم وبسوادهم. وإذا توالد السودان في بلد البيضان سبعة أبطن عادوا في صورتهم وخلقهم من البياض والنقاء. وليس بمثل هذه الدعوى يتكلم على الأنساب. ويقر منكر بني تانماك بأن بني تماكيزت منهم. ومساطة آل يوسف بن زيري بن مناد خليفة آل عبيد الله أصحاب المغرب على المغرب. وبلكين يوسف بن زيري بن مناد هو صاحب المغرب يومنا هذا وملكه مذ يوم شخوص أبي تميم عنه.
ومن قبائل صنهاجة الخارجة... وبني عمر زيري وقبيلته يسوة:
وإيفرين
وإيمكيتن
وإيتوتين
وإيتروين
وإيوازين
وأسوالة
وبين كسيلة
وبني ورتاف
وإيزقارن
وتلكاتةوسيد ملمك تادمكة في وقتنا هذا فسهر بن الفارة وأيناو بن سبنزاك وهم الولاة وفيهم رئاسة وعلم وفقه وسياسة إلى علم بالسير واضطلاع بالأثر والخبر وهم بنو تانماك...
وأما والواحات فإنها بلاد كانت معمورة بالمياة والأشجار والقرى والروم قبل فتحها. وكان يُسلك من ظهرها إلى بلاد السودان بالمغرب على الطريق الذي كان يؤخذ ويُسلك قديماً من مصر إلى غانة، فانقطع ولا يخلو هذا الطريق من جزائر النخيل وآثار الناس، وبها إلى يومنا هذا ثمار كثيرة وغنم وجمال قد توحشت، فهي تتوارى. وللواحات من صعيد مصر إليها في حد النوبة نحو ثلثة أيام في مفازة حد. ولم يزل سافرتهم وسافرة أهل مصر على غير طريق تتصرف إلى المغرب وبلد السودان في براري، ولم ينقطع ذلك إلى حين أيام دولة أبي العباس أحمد بن طوطون. وكان لهم طريق إلى فزان وإلى برقة، فانقطع بما دار على الرفاق في غير سنة بسافية الريح للرمل على الرفاق حتى هلكت غير رفقة. فأمر أبو العباس بقطع الطريق ومنع أن يخرج عليه أحد... (143)
ومن كنباية إلى صيمور هو بلد بلهرا صاحب كتاب الأمثال. ويُدعى ملكهم باسم ناحيته كما قالوا غانة وهو اسم الناحية ويتسمى الملك بها. وكذلك كوغة اسم المملكة واسم من يملكها. والغالب على هذه الناحية الكفر. وفيها مسلمون، ولا يلي عليهم من قبل بلهرا الذي في زماننا هذا إلا مسلم يستخلفه عليهم. وكذلك العادة وجدتُها في كثير من بلدان الأطراف التي يغلب عليهم أملاك الكفر كالخزر والسرير واللان وغانة وكوغة. والمسلمون لا يقبلون أن يحكم عليهم إلا مسلم منهم، ولا يتولى حدودهم ولا يقيم عليهم شهادة إلا من في دعوتهم. وإن قل عددهم في بعض الممالك قبلوا من أهل الممالك المشار إليه في العفة. فإن جرحه الخصم وزكاه المسلكون أُمضيت شهادته وأُخذ الحق بقوله من المسلمين. وببلاد بلهرا المساجد تجمع فيها الجمعات ويقال بسائرها الصلوات للأذان في المنار والإعلان بالتكبير والتهليل، وهي مملكة عريضة... (320)
...والروس قوم يحرقون أنفسهم إذا ماتوا ويحترق مع مياسيرهم الجواري منهم بطيبة أنفسهن كما يفعل الهند وأهل غانة وكوغة وغيرهم... (397)