ابن تغري بردي
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
7: 567 سنة 857
وتوفي الشيخ عز الدين محمد الكتبي المعروف بالعز التكروري في يوم الأربعاء سابع عشرين جمادي الأولى. وكان معدوداً من بياض الناس، له حانوت يبيع فيه الكتب بسوق الكتبيين وكانت فضيلة بحسب الحال [وجاهة عند الأكابر وله فضل ومشاركة ونظم variant H:].
7: 738 سنة 870، ربيع الآخر
وفي الخمسي تاسع عشرينه عزل السلطان الأمير جوهرا النوروزي مقدم المماليك السلطانية بنائبه الأمير مثقال الظاهري الحبشي، واستقر عوضه في نيابة المقدم خادم أسود تكروري من أصاغر الخدام لا أعرفه قبلذلك يسمى خالصاً.
ابن تغري بردي
حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور
8: 214 سنة 858، شوال
وفي يوم السبت ثاني عشره قدم إلى القاهرة ركب المغاربة وصحبتهم تقدمة هائلة من صاحب الغرب فأنزلهم السلطان بالميدان من تحت القلعة. وكانوا جمعاً كثيرين إلى الغاية ومعهم من أنواع المتجر كالرقيق والخيول والأقمشة وغير ذلك أشياء كثيرة ونفق سوقهم على المصريين وباعوا أحسن بيع.
وفي يوم السبت تاسع عشره برز جانبك الخازندار أمير حاج المحمل بالمحمل إلى بركة الحاج. وكان أمير الأول في هذه السنة خيربك الأشرفي، واستقل بركبه من البركة في صبيحة يوم الاثنين، ثم سافر المحمل من الغد يوم الثلاثاء، ومعهما خلائق لا تحصى من الحاج من أجناس مختلفة كالمغاربة والتكرور والتركمان وغيرهم، عاملهم الله تعالى بلطفه بمنه وكرمه.
8: 222 سنة 259، المحرم
وفي يوم السبت ثاني عشريه وصل الركب الأول من الحاج وأميره خيربك الدوادار الأشرفي أحد الخاصكية، ووصل من الغد أمير حاج المحمل بالمحمل بعد ما قاسى الحج في هذه السنة شدائد من كثرة السيل وموت الجمال وقطع الطريق، وأُخذ في هذه السنة من الحاج خلائق لا تحصى حتى أنه أُخذ ركب التكروري بكماله ولم يرجع من التكاررة ولا الرجل الواحد، وكانوا في كثرة إلى الغاية. وأما المغاربة فتقاتلوا مع العرب قتالاً عظيماً وأخذوا من العرب وأخذت العرب منهم بخلاف ركب التكروري فإنه أخذ جميعه لأنهم افترقوا وأخذوا على حين غفلة فأُسر الجميع وقتل منهم من قتل، فلا قوة إلا بالله. وهذا شيء لم نسمع بمثله في هذه الأيام، وكل ذلك لعدم أكتراث السلطان بأمر الحاج وأيضاً لضعف من يلي أمرة الحاج فإن أمير الأول كان كما تقدم خيربك وهو من جملة الأجناد وأمير المحمل كان جانبك الخازندار الأشرفي وهو من جملة الأمراء الطبلخانات غير أنه حدث السن وفيه طيش وخفة مع عدم معرفة بالحروب والأمور على تيه فيه وشمم.
8: 249 سنة 860
المحرم أوله الخميس. وفي يوم الخميس ثاني عشريه وصل الناصري محمد بن جرباش كرد أمير الأول بالركب فخلع عليه السلطان على العادة، وقدم من الغد أمير حاج المحمل بردبك البجمقدار فخلع عليه أيضاً، ولم تُحمد سيرته في الجاج، ولم يحج في هذا العام أحد من المغاربة والتكاررة لما وقع فيهم العام الماضي من النهب والأسر من قطاع الطريق حسبما تقدم وكذا لم يحج فيها مع ما قبلها أحد من العراق خوفاٌ من الشعشاع الذي له أزيد من عشرين سنة.