تقي الدين أحمي المقريزي
كتاب السلوك في معرفة الملوك
سنة أربع وعشرين وسبعمائة
وفيه قدم منسا موسى ملك التكرور يريد الحج وأقام تحت الأهرام ثلاثة أيام في الضيافة. عدى إلى بر مصر في يوم الخميس سادس عشرى رجب، وطلع إلى القلعة ليسلم على السلطان، وامتنع من تقبيل الأرض، فلم يجبر على ذلك، غير أنه لم يمكن من الجلوس في الحضرة السلطانية. وأمر السلطان بتجهيزه للحج، فنزل وأخرج ذهباً كثيراً في شراء ما يريد من الجواري والثياب وغير ذلك، حتى انحط الدينار ستة دراهم.
سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة
وفي يوم السبت ثامن عشره [المحرم]: توفي الشيخ صبيح التكروري بدمشق، وقد حدث بالقاهرة ودمشق مراراً عن النجيب الحراني وغيره.
سنة أربع وعشرين وسبعمائة
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشريه: رحل الركب من بركة الحاج إلى الحجاز.
سنة خمس وعشرين وسبعمائة
المحرم أوله الأربعاء ثالث عشرى كيهك: وفي يوم الجمعة عاشرة: قدم أوائل الحاج...
وفي يوم السبت خامس عشريه: وصل المحمل وبقية الحاج، مع الأمير أيتمش المحمدي أمير الركب...
وفي عشريه [رمضان]: رحل محمل الحاج من البركة، وقد قدم من حجاج المغاربة زيادة على عشره ألاف إنسان، ومن حجاج بلاد التكرور نحو خمسة ألاف نفر، وحج الطواشي عنبر السحرتي لالا السلطان، في تجمل كثير.
سنة اثنتين في خمسين وسبعمائة
وفي خامس عشره [شوال]: سار محمل الحاج، صحبة الأمير طيبغا المجدي. وقدم الحج عالم كثير من أهل الصعيد والفيوم والوجه البحري، وقدم من أهل المغرب جماعة كثيرة، وقدم التكرور ومعهم رقيق كثير، وفيهم ملكهم.فسأل ملكهم الإعفاء من الدخول على السلطان، فأعفي، وسار بقومه إلى الحج، مستهل ذي القعدة.سنة تسع عشرة وثمانمائة
وفي رابع عشره [شوال]:... وفيه قدم ركب التكرور للحج، ومعهم ألف وسبعمائة رأس من العبيد والإماء، وشيء كثير من التبر.
سنة خمس وثلاثين وثمانمائة
وفيه [شوال الخميس ثالث عشره] قدم ركب الحجاج المغاربة، وقدم ركب الحاج التكرور أيضاً، وفيهم بعض ملوكهم، فعوملوا جميعاً بأسوأ معاملة من التشدد في أخذ المكوس مما جلبوه من الخيل والرقيق والثياب، وكلفوا مع ذلك حمل مال، فشنعت القالة. وفي عشرينه: خرج محمل الحاج إلى بركة الحجاج...وفيه قدم أحد ملوك التكرور للحج، فسار إلى الطور ليركب البحر إلى مكة، فمات بالطور ودفن بجامعه. وكان خيراً كثير التلاوة للقرآن، فيه بر وإحسان.
سنة أربعين وثمانمائة
وفي هذا الشهر [شوال]: قدم ركب التكرور برقيق كثير وتبر، فسار أكثرهم إلى الحج، بعدما باعوا الرقيق، فهلك أكثره عند من إشتراهم.