المقدسي
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
سجلماسة: قصبة جليلة على نهر بمعزلٍ عنها يفرغ في قبليها، وهي طولانية نحو القبلة، عليها سور من طين، وسطها حصن يسمى العسكر فيه الجامع ودار الإمارة، شديدة الحر والبرد جميعاً صحيحة الهواء كثيرة التمور والأعناب والزبيب والفواكه والحبوب والرمان والخيرات، كثيرة الغرباء موافقة لهم يقصدونها من كل بلد، ومع ذلك ثغر فاضل برستاقها معادن الذهب والفضة وهم أهل سنة وقوم جياد، بها علماء وعقلاء، لها باب القبلي باب الغربي باب غدير الجزارين باب موقف زناتة وغيرها، وهي في رمالٍ ولهم مياه. درعة: لها رستاق واسع ومنابر على نهر جرار نحو ستة أيام. عريش: رستاق فيه منابر وسائر المدن محيطة بها في الرمال عامرات. ومعادن الفضة بتازررت، ومعدن الذهب بين هذه الكورة وبلد السودان، وليس في العالم أصفى ولا أوسع منه، والطرق إلى الكورة صعبة لأنه في مفاوز وحشة ذات رمال...
وأما أرض السودان فإنها تتاخم هذا الإقليم ومصر من قبل الجنوب وهي بلدان مقفرة واسعة شاقة، وهم أجناس كثيرة، وفي جبالهم عامة ما يكون في جبال المسلمين من الفواكه، غير أن أكثرهم لا يذوقونه ولهم فواكه أخر وأغذية وأطعمة وحشائش لا توجد عندنا، ولا تعامل بينهم بالذهب والفضة، أما القرماطيون فتعاملهم بالملح، والنوبة والحش بالثياب.
المقدسي
كتاب البدأ والتأريخ
KM 2: 14
وبالزنج في أقاصيها قوم ليس لهم جعام إلا ما أحرقت الشمس من دواب البحر عند غروبها. ولا لهم لباس غير ورق الشجر، ولا لهم بناء إلا أكنان تحت الأرض. وهم يأكلون بعضهم بعضاً. ولا يعرف أحد منهم أباه ولا نكاح فيهم...