التادلي

كتاب التشوف إلى رجال التصوف

وقال إبراهيم بن أبي بكر العجمي: مات والد امرأتي ببلد السودان فوصل متروكه إلى مدينة فاس. فوجدنا فيه صرة تبر مكتوب عليها: للفقيه أبي الربيع. فوصلنا بها إليه وقلنا له : وجدنا في المتروك هذه الصرة، فهل وجهت مع الميت شيئاَ فقال: وجهت معه أردية. فقلنا له: لعل هذا ثمنها. فقال: لا آخذ ذلك. فقيل له: ولم؟ فقال: لو وجدتم عليها مكتوباً: هذا ثمن الأردية التي بعث بها فلان لأخذتها، ولعل بعض الناس كتب ذلك. فقال له الورثة: نحن نجعلك في حل. فقال لست يأخذ الصدقة، اجعلوها في جملة التركة، فإن كانت لي فأنتم في حل منها والبيت في حل. (p. 275)

أبو يحيى أبو بكر بن محيو الصنهاجي المعروف بأبي يحيى السائح

حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل الهواري قال: سمعت أبا يحيى السائح يقول: وجدت في جزائر بحر المغرب أقواماً لا يعرفون الإسلام. فعلمت الرجال والنساء الإسلام والشرائع ولم أفارقهم حتى كانوا يصلون صلاة التسبيح. ثم دخلت بلاد السودان. فرغب إلي ملكهم أن أقيم عنده ويسلم لي أمره فأبيت.
قالوا نراك كثير السير مجتهداًفي الأرض تنزلها طوراً وترتحل
فقلت لو لم تكن في السير فائدة ما كانت الشمس في الأبراج تنتقل. (pp. 424-425)