التجاني
الرحلة
مما تلقيته من أفواه العرب الدبابيين وهم يزعمون أنهم أخذوا ذلك عن آبائهم عمن حضر ذلك من أجدادهم: وترك قراقوش ولداً آخر اشتهر أمره بعد مدة، وكان شجاعاً كريماً حسن الصورة جداّ تميل العيون إلى شخصه والإسماع إلى ذكره. ورتبه الخليفة المستنصر بالحضرة في أجناده، قدمه لطائفة منهم. فحدثته نفسه بالثيارة وأراد أن ينسج على منوال أبيه. فهرب بجمع من أصحابه ولحق ببلاد ودان حيث قتل أبوه. وأشعل تلك البلاد ناراً. فأنفذ إليه ملك الكانم مَن قتله وأراح تلك البلاد من فتنته. وحمل رأسه إلى بلاده فطيف به فيها. وذلك في سنة ست وخمسين.وقد كان البطالون من الأجناد بالحضرة قد اشتغلوا بذكره، وأكثروا الخوض في أمره. وقد كنا وعدنا بذكر السبب في وصول قراقوش إلى هذه البلاد، ونحن الآن نذكر ذلك.