العمري

التعريف بالمصطلح الشريف

[تحقيق محمد حسين شمس الدين، القاهرة، دار الكتب، 1988، 44-48]

ملك التكرور

وهو صاحب مالي، وماله عبارة عن اسم إقليم، والتكرور مدينة من مدنها، وكذلك كوكو. وحد مملكته في الغرب البحر المحيط، وفي الشرق بلاد البرنو، وفي الشمال جبال البربر، وفي الجنوب الهمج.

وأما غانة فإنه لا يملكها وكأنه مالكها، وقد جرب أن بلاد مناتب الذهب متى أخذت وفشا فيها الإسلام والأذان عدم نبات الذهب فيها، فصاحب مالي يتركها لذلك لأنه مسلم. وله عليها إتاوة كبيرة مقررة تحمل إليه في كل سنة.

ونبات الذهب يبدأ في شهر أغشت، ويقع —والله أعلم— أنه مركب من تموز وآب حيث سلطان الشمس قاهر، وذلك عند أخذ النيل في الارتفاع والزيادة. فإذا انحط النيل تتبع حيث ركب عليه من الأرض، فيوجد منه ما هو نبات يشبه النجيل وليس به، فمن قراصية الذهب. ومنه ما يوجد كالحصى، والأول أفحل وأخلص وأقوم في العيار.

وملك التكرور هذا يدعي النسب إلى عبد الله بن صالح بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

ورسم المكاتبة إليه

أدام الله تعالى نصر المقر العالي السلطان الجليل الكبير العالم العادل المجاهد المؤيد الأحد، عز الإسلام، شرف ملوك الأنام، ناصر الغزاة والمجاهدين، زعيم جيوش الموحدين، جمال الملوك والسلاطين، سيف الخلافة، ظهير الإمامة، عضد أمير المؤمنين، الملك فلان. ويدعى له بما يناسب. وبعد هذا سلام وتشوق. هذه المفاوضة تبدئ. ولا يعرض له ولا يقر بشيء من الألقاب الدالة على النسب العلوي.

دعاء وصدر يختصان به

ويسر له القيام بفرضه، واحسن له المعاملة في قرضه، وكثر سواده الأعظم وجعلهم بيض الوجوه يوم عرضه، ومتعه بملك يجد الحديد سجد سمائه والذهب نبات أرضه.

صاحب البرنو

وبلاد تحد بلاد ملك التكرور في الشرق، ثم يكون حدها من الشمال بلاد صاحب إفريقية، ومن الجنوب الهمج.

ورسم المكاتبة إليه

أدام الله تعالى نصر الجناب الكريم العالي الملك الجليل الكبير العالم العادل الغازي المجاهد الهمام الأوحد المظفر المنصور عز الإسلام (من نوع ألقاب ملك التكرور وتختصر).

وهذا دعاء وصدر

ولا زالت همم سلطانه غير مقصرة، ووفود حجه محصرة وسيفه في سواد من جاوره من أعدائه الكفار يقول: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً [الإسراء 12].

صدرت، ولها مثل مسكة أفقه عبق،
وعنبرة طينته سواد إلا أنه من السودان اليقق،
وشبيبة ملكه الذي يفديه سواد الحدق،
أوجبها ود أسكنه مسكنه من سويداء القلب لا يريم،
وأراه غرة الصباح الوضاح تحت ظرة الليل البهيم.

صاحب الكانة

من بيت قديم في الإسلام، وجاء منهم من ادعى النسب العلوي في بني الحسن، ويتمذهب بمذهب الشافعي رضي الله عنه.

ورسم المكاتبة إليه

كرسم مكاتبة صاحب البرنو.