تاريخ

اليعقوبي

(بيروت: دار صادر، 1992)

1: 15: وإن نوحاً يوماً لنائم إذ انكشف ثوبه، فرأى حام ابنه سوأته، فضحك وخبّر أخويْه ساماَ ويافثاً، فأخذا ثوباً حتى أتياه به، ووجوهنما مصروفة عنه، فألقيا الثوب عليه، فلما انتبه نوح من نومه، وعلم الخبر، دعا على كنعان بن حام، ولم يدع على حام، فمن ولده القبط والحبشة والهند... وجعل لحام أرض المغرب والسواحل، فولد كوش ابن حام، وكنعان بن حام النوبة والزنج والحبشة.

(1: 193-194): واما السودان الذين غربوا وسلكوا نحو المغرب فإنهم قطعوا البلاد، فصارت لهم عدة ممالك، فأول ممالكهم الزغاوة، وهم النازلون بالموضع الذي يقال له كانم، ومنازلهم أخصاص القصب، وليسوا بأصحاب مدن، ويسمى ملكهم كاكره. ومن الزغاوة صنف يقال لهم الحوضن، ولهم ملك هو من الزغاوة.

ثم مملكة أخرى يقال لهم ملل، وهم يبادون صاحب كانم، ويسمى ملكهم ميوسى.

ثم مملكة الحسة، ولهم مدينة يقال لها ثبير، ويسمى ملك هذه المدينة مرح، ويتصل بهم القاقو، إلا أنهم معولون، وملكهم ملك ثبير.

ثم مملكة الكوكو، وهي أعظم ممالك السودان، وأجلها قدراً، وأعظمها أمراً، وكل الملالك يعطونه الطاعة، ويقرّون له بالرئاسة على أنهم ملوك بلدانهم، فمنهم مملكة المرو، وهي مملكة واسعة، وللملك مدينة يقال لها الحيا، ومملكة مُردنه، ومملكة الهربر، ومملكة صنهاجة، ومملكة نذكربر، ومملكة الزيانير، ومملكة أرور، ومملكة تقاروت، فهذه كلها تنسب إلى مملكة الكوكو. [بعض أسماء هذه الممالك تنقصه النقط.]

ثم مملكة غانة، وملكها أيضاً عظيم الشأن، وفي بلاده معدن الذهب. وتحت يده عدة ملوك، فمنهم مملكة عام، ومملكة سامة، وفي هذه البلاد كلها الذهب.