توقيت مؤلفات ابن رشد بقلم
Joseph Kenny, O.P.
ابن رشد، مثل كثير من الفلاسفة، كان له مواقف مختلفة في بعض البسائل في مؤلفاته العديدة. وأي من هذه المعاقف يمثل بكره الناضج؟ هذه هي المشكلة الأولى. وثانياً بعض مكتوباته تناقش مسألة ما سريعاً، والبعض الآخر يفصح نفس المسألة بالتفصيل. فهل هي شروح وتوسعات للأولى أم الأولى مختصرات الثانية؟ وإذا أردنا أن نفهم سيرة ابن رشد الفكرية، يجب علينا أن نضبط ترسيم مؤلفاته الزمني.
في كتاب مانويل ألونسو، Manuel Alonso Teología de Averroes (Madrid, 1947)، في الفصل الرابع، يوجد درس كامل لمجموع مكتوبات ابن رشد المترجمة إلى اللاتينية، يبني على العمل السابق لرنان (Renan) وسرتون (Sarton). بعد ذلك الوقت قد صدرت أغلب مجموع مكتوبات ابن رشد المترجمة إلى العبرية، وكذلك ألغب المكتوبات الأصلية العربية الناجية. ولذلك كانت الحاجة إلى تنظيم جديد لمؤلفات ابن رشد، وفعل ذلك الأستاذ الممتاز جمال الدين العلوي في كتابه المتن الرشدي (دار البيضاء، 1986). وهذا الكتاب جيد جداً من جهة المكتوبات الناجية باللغة العربية. أما العلوي فلم يحسب جادرة الملاحظة المكتوبات التي فقدت في العربية الأصلية ولكن قد نجت بالتراجم العبرية أو اللاتينية. وبالإضافة فقد صدرت عدة النصوص العربية لابن رشد بعد نشر كتابه والتي لا تظهر فيه.
وأريد أن أجمع هنا جميع هذه المؤلفات في منظر شامل. ولأن غرضي تقديم الترتيب الزمني لمؤلفات ابن رشد، لا أتدخل في صفات المكتوبات الجزئية ولو كانت مهمة. ومن المعلومات الحاضرة نستطيع أن نصلح نظم العلوي ونزيد كثيراً إليه. وبعد أن نترك، مع العلوي، عدة عوانين مزورة أو غير معروفة في قوائم المفهرسين، جملة مؤلفت ابن رشد تصل إلى تسع وثماني، بينما حسب العلوي ثمانياً وخمسين فقط.
وكيف نعين تأريخ مؤلفات ابن رشد؟ البعض القليل لها تأريخ الإتمام أو ظروف أخرى مأرخة. والبعض لها إشارات لمؤلفات أخرى، دليلاً أنها كُتبت بعدها. ولكن عندنا حجة أن بعض المؤلفات المبكرة روجعت فيما بعد. والبعض يمكننا أن نعرف تأريخها فقريباً من أسلوب الكتابة الذي ينتمي إلى فترة معينة لتطور حياة ابن رشد. وهكذا نستطيع أن نفصل فترات حياته الكبرى ونضع أغلب مؤلفاته في فترة معينة، بعضها مع تأريخ مضبط والبعض الأخرى في زمن أوسع بقليل.
وفي قائمة مصنفات ابن رشد أحيل إلى أهم الإصدارات، تارة مع "م" نائب "مخطوط". وفي جزئيات الإصدارات انظر "مؤلفات مطبوعة للفلاسفة الكبار في العالم العربي"، أو Hans Daiber, Bibliography of Islamic philosophy (Brill, 1999)، ولكن هذا الكتاب ناقص في كثير.
حياته
ابن رشد، حفيد الفقيه المشهور أبي الوليد محمد، وُلد في 520ه/ 1126 م، وفي شبابه استشهر بمعرفة الفقه. ولا نعرف إلا قليلاً عن تربيته. أما بجانب العلوم الدينية فاهتم بالآداب والطب وكل العلوم الإنسانية (وتجد تفصيلات حياته وأهم مصادرها في مقالة R. Arnaldez في EI2.) ولا يذكر ابن رشد في كل مكتوباته أياً من معلّميه. وما عدا المبادئ الدينية، يظهر أنه اعتلم هذه العلوم بنفسه. ومؤلفاته المبكرة تدل أنه تابع للفارابي واسكندر الأفروديسي وابن باجة وجالينوس، بينما بمجرى الوقت التصق بأرسطو أكثر فأكثر. وكان ابن باجة المسئول عن شهرة أرسطو واحترامه في الأندلس. ولكن برغم أن ابن رشد قد عرف مكتوبات ابن باجة وغيره من الكاتبين، لم يؤثروا في تشكيل فكره.
وابن رشد كشاب شهد سعود الموحّدين أولاً في مراكش وجنوب الأندلس (1147-1150) ثم في فتح اشبلية (1147)، حتى استولوا على شرق الأندلس في 1172، وبمعركة الأرك في 1195 استولوا على سائر الأندلس المسلم. وكان معقولاً أن الحاكمين الجدد استخدموا معلماً ذا نسب مشهور وعلم واسع كابن رشد. ولعله في خدمة عبد المؤمن عندما ذهب إلى مراكش في 548/1153 وفعل نظرات النجوم (كما قال في تلخيص السماء والعالم، الكتاب الثالث، ص 275). ومن أتباع عبد المؤمن في الخلافة، أبو يعقوب يوسب (580-585/ 1163-1184) ويعقوب (580-951/ 1184-1199) قد أثّرا في ظروف عمل ابن رشد إما بولاءهما إما باضطهادهما. أما مكتوباته ابن رشد المبكرة فتظهر أنه كان مدرّس، بينما اشتغل بعض الحين في الفقه والطب. ونستطيع أن نصور تطوره العقلي في الجدول التالي لمؤلفاته:
الفترة الأولى: المختصة بالمختصر والجوامع
- إن مكتوبت ابن رشد الأولى هي من عمره الثلاثين، وهي أعمال المدرّس يبسط مادة كاتبين آخرين لمنفعة طلابه.
- وميزة كل الأعمال من هذه الفترة هي انها معتمدة على فكر آخرين. فإن أرسطو المعلم الأول، ولكن كان يُقرأ بتفسير الفارابي في المنطق وبطليموس واسكندر الأفروديسي وابن باجة في علم الطبيعة، الفارابي وابن سينا في علم ما بعد الطبيعة بطراز فيضاني، والجالينوس في الطب. فلذلك نستطيع أن نضع في هذه الفبرة أعماله اللامأرخة التي تعكس فكر هؤلاء الفلاسفة.
- وغرض الكُتيبات الأولى هو تقديم المبادئ الأساسية في العلوم الضرورية التي لا غنى للكمال الإنساني عنها — بحسب فكر الفارابي أن الإنسان سيكون سعيداً وخالداً إن يعرف مبادئ العلوم الإنسانية كلها. وفي هذه الأعمال يشير ابن رشد إلى الفوضى السياسي آنذك، عندما كان مستحيلاً أن يكتب أكثر من القليل الجوهري.
- والكتيبات من نوعين: المختصر والجوامع. فالمختصر، ولو كان ملهم من كتاب سابق، لا يحاول أن يشرحه أو يتبع نظمه وتفاصيله. وبالفعل مختصرات ابن رشد في المنطق هي موجزات الفارابي أكثر من أن تكون بيانات كتب أرسطو. أما الجوامع فإنها تعتبع النص: "نعمد إلى كتب أرسطو... نلخّص ما فيها من الأقاويل العلمية، بعد أن نحذف منها الأقاويل الجدلية" (جوامع السماع الطبيعي). وإنما الجوامع تفاسير أرسطو في الحققة.
1. المختصر في المنطق (م عربي)، حول 552/1157
هذا المختصر، كما يقول العلوي، يمكن اعتباره باكورة أعمال ابن رشد على الإطلاق. أما تأريخه معروف من إحالة ابن رشد إليه في مقدمة جوامع السماع الطبيعي المأرخ في 554/1159. وهذا المختصر يعتمد على كتب الفارابي، وهي تعتمد على ال Οργανον لأرسطو مع بعض الزيادة. ولا علامة أن ابن رشد راجع هذا المختصر في مرحلة متأخرة، برغم أن كتبه المتأخرة قد تقدمت كثيراً في العلم المنطقي. ويسأل العلوي هل يمكن القول بأن عدم مراجعة هذا المختصر علامة إلغائه أو إهماله (ص 156). ويحتوي هذا المختصر الأجزاء التالية:
1.1 مختصر الإساجوجي، مع المدخل (م عبري (Junctas, vol. 1, pars 2b, 36b-38b;
وكان هذا مقدمة عامة للمنطق، يتبعه موجز ال Εισαγωγή لفورفوريوس.
1.2 مختصر المعقولات(Junctas, vol. 1, pars 2b, 38b-41)
ويدل هذا إلى ال Καγηγορίαι لأرسطو، في المقولات العشر
1.3 مختصر العبارة (Junctas, vol. 1, pars 2b, 41-44)
ويدل هذا إلى ال Περι ερμενείας لأرسطو، في القضايا وكليتها وبعضيتها والتقابل والعكس
1.4 مختصر القياس (Junctas, vol. 1, pars 2b, 44-52)
ويدل هذا إلى ال Αναλυτικα πρότερα لأرسطو، في أشكال القياس وشروطها.
1.5 مختصر التحليل (م عربي)
في كتاب الفارابي يخلط جزءاً من ال Αναλυτικα πρότεραلأرسطو، كتاب الثاني، ومقتطعات ال Τόπικα له.
1.6 مختصر البرهان (Junctas, vol. 1, pars 2b, 52-61)
يدل إلى ال Αναλυτικα ύστεραلأرسطو، في أساليب البرهان.
1.7 مختصر السفسطة (Junctas, vol. 1, pars 2b, 68a-75a; vol. 2, 185a-192a)
يدل إلى ال Σοφιστικοι ελεγχοιلأرسطو، في أغلاط الجدل.
1.8 مختصر الجدل (Butterworth, 1977, vol. 1, pars 2b, 62-67).
يدل إلى ال Τόπικα لأرسطو، في الجدل.
1.9 مختصر الخطابة (Butterworth, 1977)
يدل إلى ال Τέχνη ρητόρικαلأرسطو، في الخطابة الجاذب الظن.
1.10 مختصر الشعر (Butterworth, 1977).
يدل إلى ال Ποιητκα لأرسطو، في الشعر، وخاصة المسرحية.
2. مختصر المستصفى/ الضروري في أصول الفقه (في وسط ذي الحجة 552/ 18 Jan 1158 — رفيق العجم 1994)
وتأريخ هذا الكتاب في الفقه هو في إتمامه. ويحيل إليه الكتاب المتأخر، بداية المجتهد ونهاية المقتصد. وعنوانه مشتقّ من المستصفى من علم الأصول للغزالي. ومثله يحاول أن يوجز مبادئ الفقه الأصلية التي يجب على كل فرد أن يعرفها. أما هذا الكتاب فهو الأول الذي يعارض فيه مواقف الكتاب الذي يشرحه. فأولاً يعارض ابن رشد الغزالي لاستعماله المنطق ليوافق الفقه على آراء المتكلمين. وثانياً يحاول ابن رشد أن يسعد فوق اختلافات المذاهب الأربعة، يوحّدها ويمحو الزيادات اللافائدة. وثالثاً يحاول ابن رشد أن يبني الفقه بصيغة علمية، يُنظر كيفية تفسير الوحي واستعماله كمبادئ نتائج فقهية.
3. الجوامع الطبيعية (يوم الاثنين 16 ربيع الأول 554/7 April 1159).
ويقول ابن رشد في بداية هذه جمع الجومع في العلم الطبيعي "أن نعمد إلى كتب أرطو فنجرّد منها الأقاويل العلمية التي تقتضي مذهبه، أعني أوثقها ونحذف ما فيها من مذاهب غيره من القدماء، إن كانت قليلة الاقناع وغير نافعة في معرفة مذهبه."
3.1 جوامع السماع الطبيعي (رفيع العجم 1994، Puig 1991).
في ال Φυσική ακρόασις لأرسطو، في مبادئ العامة للعلم الطبيعي.
3.2 جوامع السماء والعالم (رفيق العجم 1994).
في ال Περι ουρανου لأرسطو، في مبنى العالم مع الأرض في الوسط.
3.3 جوامع الكون والفساد (أبو الوفا التفتازاني 1991، Puig 1992)
في كتاب أرسطو Περι γενέσεως και φθοραςفي الكيمياء
3.4 جوامع الآثار العلوية (سهير فضل الله ابو وافية 1994، رفيع العجم 1994).
وهذ موجز ال Μετεωρολογικά لأرسطو، في علل الطقس والجو والمطر والزلازل وغير ذلك ما يحدث في الأرض من تأثير الحركات السماوية. وتأريخ المجموع موجود في آخر هذه العمل. أما مراجعة متأخرة فتبدو من إحالة، في أواخر الجزء الثاني، إلى زلزال قد حدث في قرطبة في العام 566/1170-1. والمخطوطات تدل إلى أكثر من مراجعة واحدة.
4. المختصر في النفس (الأهواني 1950، Gomez Nogales، 1985).
يقول ابن رشد في البداية: "الغرض في هذا القول أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس ما نرى أنه أشد مطابقة لما تبين في العلم الطبيعي." أما الأهواني و Salvador Gomez Nogalez، في إصداريهما، فيسمياه "تلخيص" بغلطة. فاسم هذا، كما سنرى، محظور للأعمال بكبر وسيط. وفي نهاية القول في الذوق ابن رشد يسميه مختصراً. ويلاحظ العلوي أن صيغته تشابه المختصر أكثر من الجوامع. ولكن يتبع ابن رشد ترتيب الكتاب الثاني والثالث من ال Περι ψυχη̃ς لأرسطو، وفي هذا يشابه جوامع أو شرحاً، ويتبع هذا الترتيب أكثر من جوامع ما بعد الطبيعة.
ولا تأريخاً مكتوباً في هذا العمل، ولكن صيغته كمختصر أو جوامع تدل على أنه من الفترة الأولى لمؤلفات ابن رشد. أما وضعه في هذه الفترة فإنه معقول أيضاً من وضغ الكتاب Περι ψυχης ، الذي يتبع سائر الكتب في العلم الطبيعي.
5. جوامع ما بعد الطبيعة (عثمان أمين 1958، رفيع العجم 1994).
يقول ابن رشد في بداية هذا الكتاب: "قصدنا في هذا القول أن نلتقط الأقاويل العلمية من مقالات أرسط الموضوعة في علم ما بعد الطبيعة، على نحو ما جرت به عادتنا في الكتب المتقدمة." وهذا يدل أنه في صنف الجوامع، ولو وضع صاحب النشر المصرية عنوان "تلخيص"، كلمة غير موجودة في المخطوطات. أما هذا العمل فليس بمذكور في الفهارس الأولى لمؤلفات ابن رشد.
ويختلف هذا الكتاب عن الجوامع الطبيعية بأنه لا يحتوي المقالات الأربع عشرة في ال Μετα τα φυσικά لأرسطو، وإنما ينقسم إلى خمس مقالات، كما يقول في المقدمة: "المقالة الأولى نذكر فيها الصدد الذي نحن بسبيله، ونشرح فيها الأسماء المستعملة في هذه الصناعة ، والمقالة الثنية نذكرفيها الأمور التي تنزل من الجزء من هذه الصناعة منزلة الأنواع، والمقالة الثالثة نذكر فيها اللواحق العامة لها، والمقالة الرابعة تتضمن القول فيما يشتمل عليه الجزء الثاني من هذا العلم، والمقالة الخامسة تحتوي على ما تضمنه الجزء الثالث من هذه الصناعة." أما بالفعل، فيضم الكتاب أربع مقالات: بعد المقدمة، تحتوي المقالة الأولى كتاب الΔ لأرسطو في الحدود. وفي نهاية المقالة الثانية يقول "وهي تشتمل من المقالات المنسوبة إلى أرسطو على ما في السادسة والسابعة،" يعني كتابي ال Ζ وΗ. وفي بداية المقالة الثالثة يقول أنه سيحدث عما فعل "أرسطو في المقالة التاسعة،" يعني كتال ال Θ. وفي نهايتها يقول: "تمّ الجزء الأول من هذا العلم،" وهذا ينظر "في الأمور المحسوسة بما هي موجودة وفي جميع أجناسها التي هي المقولات العشر، وفي جميع اللواحق التي تلحقها (المقدمة 10). والمقالة التابعة ينظر في الجزء الثاني لهذا العلم، وهو في الجواهر المفارقة.
وبرغم أن هذه الجوامع تنتسب إلى هذه الفترة، إن فيها بعض الاضافات والتعديلات من مراجعة متأخرة، مثل إحالة إلى شرح ما بعد الطبيعة الكبير.
6. كتاب الكليات (557/1162 — Forneas Besteiro 1987)
تأريخ هذا الكتاب في الطب مؤشر عند مناقشة في التوليد، حيث يحيل إلى كتاب الحيوان لأرسطو ويقول: "لم يتهيأ لنا فراغ لتلخيص تلك المقالات." أما تلخيص الحيوان تمّ في 565/1169. وكذلك يشير كتاب الكليات إلى أبي مروان "المعاصر لنا"، الذي توفي سنة 557/1162.
وقد راجع ابن رشد هذا الكتاب عدة المرات، لأنه في نسخة غرناطة يصادق بعض آراء جالينوس، بينما في نسخة مدريد ينتقده ويصححه في تلك المواضع نفسها. وفي نسخة لينينغراد تغييرات أكثر. أما التراجم اللاتينية والعبرية فتنقل صياغة متأخرة.
ويقترب هذا الكتاب بكتابه الآخر في الطب، بداية المجتهد. ويحاول فيه أن يثبت مبادئ الطب العلمية ويجتنب صياغة كتب أخرى التي تمتلأ بملاحظات ونصحة تطبيقية ولكن ليس لها نظام أو ارتباط بمبادئ طبيعية.
الفترة الثانية: المختصة بالتخليص
والآن نأتي إلى فترة التلاخيص، وهذه الفرة تبتدئ بعد إثبات شهرة ابن رشد كمعلم وطبيب وفقيه، عندما قدمه ابن طفيل إلى الخليفة أبي يعقوب يوسف. ولما سأله الخليفة ما رأي الفلاسفة في السماء، أقديمة أم حادثة، أدركه الحياء والخوف، حتى إذا كان الخلفة يتكلم على المسألة مع ابن طفيل، فاطمأن فيلسوفنا وتكلم. فعرّف ما عنده من ذلك، فلما انصرف أمر له بمال وخلعة سنية ومركب، يُقبله على تفسير آثار أرسطو.
فاشتغل ابن رشد في هذا العمل. ومن الظروف المؤثرة في كتابته في هذه الفترة ما يلي:
- كان العصر عصر اسقرار وازدهار، تجتمع فيه الفلسفة والسياسة والدين، يسمح ابن رشد أن يعبر أفكاره بالحرية ويناقش أموراً لم يكن له فراغ الوقت ليناقشها من قبل.
- في هذه الفترة بلغ انتصار ابن رشد لأرسطو الشطط في الإعجاب والتقدير. فكان متيقناً أن أرسطو ليس واحداً من الفلاسفة العظام فحسب ولكن هو المعلم الأول الذي جمع المبادئ التي امكنت توحيد كل فروع العلم الإنساني في نظام واحد.
- وفي نفس الوقت وعى ابن رشد إلى تهديد الغزالي لكل هذا المشروع. والتخاليص ومراجعات الجوامع تحتوي إجابات ضمنية لمواقف الغزالي، مقدمة لمصنفات الرد عليه المتأخرة.
- وهذه الفترة تمثل قطعة من المعلمين الذين أخذ منهم سابقاً. فالآن ينقدهم صراحة ويحمل مواقف جديدة يحسبها أكثر موافقة لفكر أرسطو.
- أهم المكتوبات في هذه الفترة هي التلاخيص، ولكن في نفس الوقت راجع جوامعه وكتب مقالات كثيرة. أما فكر ابن رشد الأكثر الناضج يوجد في الشروح المتأخرة والمقالات.
- التخاليص، كالجوامع، ليست بشروح النص، ولكن مواجز أفكاره. أما التخاليص باختلاف الجوامع، فلا تنحصر في نظر البراهين الجوهرية، ولكنها تناقش أفكار الأخرين القدماء والمعاصرين وتجادلها.
- التلاخيص كثيرة وؤلفت عبر مرحلة طويلة، ولذلك صيغها تتخالف كثيراً. فبعضها تتبع النص وفصوله بالقريب، والبعض الأخر ترتجل بأكثر حرية. على كل حال تفصح الجوامع مواضيعها بأكثر عمق وتفصيل من الجوامع.
- أما أوائل التلاخيص فهي في المنطق. وتشير الفهارس القديمة إلى تلخيص كتاب أرسطو في المنطق، بمعنى أن كلها قد جمعت في مجلد واحد. ولكن لأنهاكُتبت في مسافة زمنية طويلة، من 560/1164-1165 و 571/1175-1176:، ينبغي أن ننظر إليها على حدة.
- في أول تلخيص المعقولات يقول ابن رشد: الغرض في هذا القول تلخيص المعاني التي تضمنتها كتب أرسطو في صناعة المنطق، وذلك على عادتنا في سائر كتبه." ويلاحظ العلوي (ص 62) أن هذا الكلام يعتبر عن مشروع جديد، يواصل مصروع السابق في الجوامع. ولكن قبل التلاخيص نفسها كتاب آخر:
7. بداية المجتهد ونهاية المقتصد (c. 559/1164 محمد صبحي حسن فلاق 1994)
وتأريخ هذا العمل في الفقه يوجد في خاتمة كتاب الحج: "وكان الفراغ منه يوم الأربعاء التاسع من جمادى الأولى الذي من عام أربعة وثمانين وخمسمائة، وهو جزء من كتاب المجتهد الذي وضعته منذ أزيد من عشرين عاما أو نحوها." والغالب على الظن أن ابن رشد لم بفصل كتابة تلاخيص أرسطو ليكتب شيئاً عن الفقه. فلعله كان قبلها. وربما أجل ابن رشد كتاب الحج لأن الظروف السياسية في ذلك الوقت منعت الحج (انظر R. Brunschvig, “Averroès juriste,” Etudes d’orientalisme dédiées à la mémoire de Lévi-Provençal, I, Paris, 1962, 35-68.
أما هذا الكتاب الضخم فيدل على أن ابن رشد في هذه الفترة لم يشتغل في الفلسفة فقط وأن اهتمامه بالعلوم الدينية لم يكن حاشية عمله.
وبختلاف هذا الكتاب عن تفاسير الفقه المالكي في ذلك الوقت، يشابه مصنفاته الفلسفية آنذك، من حيث رفع القول إلى مستوى الأصول المقررة والقواعد الثابتة. أما بالنسبة إلى القفه المالكية، فيقول:
"وإن أنسأ الله في العمر فسنضع كتاباً في الفروع على مذهب مالك بن أنس مرتباً ترتيباً صناعياً... لأن إحصاء جميع الروايات عندي شيء ينقطع العمر دونه."ويبين ابن رشد كيف يبلغ المجتهد رتتبة الاجتهاد: "وبهذه الرتبة يسمى فقيهاً لا بحفظ مسائل الفقه، ولو بلغت في العدد أقصى ما يمكن أن يحفظه إنسان، كما نجد متفقهة زماننا يظنون أن الأفقه هو الذي حفظ مسائل أكثر. وهؤلاء عرض لهم شبيه ما يعرض لمن ظن أن الخفاف هو الذي عنده خفاف كثيرة، لا الذي يقدر على عملها. وهو بيّن أن الذي عنده خفاف كثيرة سيأتيه إنسان بقدم لا يجد في خفافه ما يصلح لقدمه، فيلجأ إلى صانع الخفاف ضرورة. فهذا هو مثال أكثر المتفقهة في هذا الوقت."
والنسق الفقهي، في نظر ابن رشد، هو النسق العلمي أو الفلسفي من حيث يقود على مقدمات أول يتبرهن النتائج منها، ولو كانت المقدمات منطوقة في الشرع، وهي غير متبرهنة، وقد تُفسّر بتفاسير مختلفة.
8. تلخيص كتاب إيساغوجي (حول 560/1165 — م عبري، Davidson، 1969)
وتأريخ تلخيص ال Εισαγωγή هذا مستنتج من أنه الأول في السلسلة المنطقية. ويجدر الذكر أن ابن رشد يختلف عن فورفيريوس في عدة المسائل.
9. تلخيص المعقولات (حول — Butterworth، 1980 ، جيرار جهامي 1982)
وتأريخ تلخيص ال Κατηγορίαι هذا مستنتج من وضعه في سلسلة الكتب المنطقية ومن تأريخ تلخيص كتاب الجدل الذي يرجع إلى سنة 563. ولا صياغات مختلفة في هذا العمل، فابن رشد لم يراجعه ولم يكتب مقالات ليصلحه كما فعل في مبحث القياس أو البرهان. وينفرد هذا التلخيص عن الأخرى في قسمة الكتاب إلى أجزاء والأجزاء إلى فصول أو أقسام، وكذلك في ندرة استعمال كلمة "قال"، التي تميز سائر التلاخيص.
10. تلخيص العبارة (حول 561/1165 — محمد سليم سالم 1978 ، محمد قاسم، 1981)
تأريخ تلخيص ال Περι ερμενείας هذا مستنبط من وضعه في ال Οργανον إذا افترضنا أن ابن رشد تبع هذا الترتيب. ولا علامة مراجعة هذا العمل، وفي هذا الموضوع ليست إلا مقالتان متأخرتان: في الكلمة والاسم المشتق وفي المحمولات المفردة والمركبة. ومثل العمل السابق، لا يتابع هذا التلخيص أجزاء عمل أرسطو، ولكن ينقسم إلى خمس فصول. وكذلك لا يستعمل كلمة "قال" إلا خمس مرات.
11.تلخيص القياس (حول 562/1166، روجع بعد 578/1189 — Butterworth 1983 ، جيرار جهامي 1982، بدوي 1988)
وتأريخ هذا التلخيص في ال Αναλυτικα πρότερα معروف من وضعه قبل الجدل، ومن مراجعته والمقالات فيه التي كان ابن رشد يكتب من سنة 567. فإن الصياغة المراجعة تحيل إلى بعض هذه المقالات. وأكثر المراجعة نقد تأويلات الأسكندر والفارابي التي استقبل في الصياغة الأولى.
12. تلخيص الجدل (563/1168 — 1979 ، محمد سليم سالم 1980 ،جرار جهامي 1982)
وبن رشد نفسه يعطينا تأريخ هذا التلخيص: "وهنا انقضى القول في الجزء الثاني من هذا الكتاب في التاسع عشر من شهر رجب الفرد من سنة ثلاث وستين وخمسمائة." والغالب عل الظن أنه أكمل التلخيص في السنة نفسها. وليست لنا إلا صياغة واحدة لهذا التلخيص ولا أثر يدل إلى مراجعة.
وبرغم الترتيب التقليدي، يفسر ابن رشد هذا الكتاب قبل ال Αναλυτικα πρότερα. "ونحن فسنحدد هذه المواضع على هذا الترتيب وبهذه القسمة، فإن ذلك قد فعله تامسطيوس وقبله تيوفرسطس، وإن كان في ذلك مخالفة لتعليم أرسطو في ترتيبه، فإن هذا يشبه أن يكون أكثر صناعياً وأعون على الحفظ والتحصيل." وبالفعل يستعمل أرسطو الجدل، يناقش كل مسألة من كل جانب قبل أن يأتي إلى نتيجته. فإذاً ال Τόπικα يقدم طبعياً ال Αναλυτικα πρότερα وال Αναλυτικα ύστερα الذان يبيّنان أشكال البرهان وشروطه.
أما بالنسبة إلى تقسيم هذا التلخيص، فإن الجزء الأول يناسب الكتاب الأول لأرسطو، والجزء الثاني يناسب كتاب الثاني إلى السابع، والجزء الثالث يناسب الكتاب الثامن.
13. تلخيص البرهان (حول 564/1169 — Butterworth 1982 ، جرار جهامي 1982 ، بدوي 1984)
وتأريخ هذا التلخيص في ال Αναλυτικα ύστερα معروف من قول ابن رشد في تفضيله الترتيب التقليدي للكتب في المنطق وأغلب الظن أنه أكمل تلاخيص ال Οργανον قبل أن يذهب إلى مؤلفات أخرى.
أما الكتاب فإنه قصير بالنسبة إلى أهمية الموضوع، وهو أسلوب العلم. ولعل ابن رشد أسرع فيه بالنية أن يكتب أكثر فيه في ما بعد، كما فعل في شرحه الكبير وفي مقالات عديدة قبل الشرح.
14. تلخيص كتاب الحيوانات: مقتطفة من كون الحيوان (صفر 565/ Nov 1169 م عبري، Junctas, vol. 6, pars 2, 43b-144a: De generatione animalium)
هذا التلخيص في Περι ζώων γενέσεως فقد في العربية، ولكنه نجا في العبرية واللاتينية. وكتبه ابن رشد في اشبيلية حيث نُصب قاضياً بعد مغادرته قرطبة. والتأريخ يوجد في العبرية. أما في اللاتينية التأريخ " 595/1199. ولكن هذا التأريخ غير محتمل وأيضاً غير موثوق، لأن إصدار Junctas له عدة الخطاأ في التواريخ، وفي هذه الحال يجد 9 عوض 6. وفي هذا التلصيخ يعتذر ابن رشد بأن الوقت ضيق بسبب علمه الكثير، ويتمن أن يجد الفرصة ليراجعه في ما معد.
15. تلخيص كتاب الحيوانات: مقتطفة من أعضاء الحيوان
(م عبري، Junctas, vol. 6, pars 1, 117-203: De partibus animaliums
ويمكننا أن نجمع هذا التلخيص لجزء من Περι ζώων μοίρων مع المصنف السابق، لأن ابن رشد يعتبر في خاتمه عدم ارتضائه به مثل السابق، يرجو أن يعود إليه في ما بعد، فإن عمله الكثير والاضطراب في الأندلس تمنعه من درس أعمق في الظروف الحالية.
16. مختصر المجسطي (حول 565/1170 — Juliane Lay،1991)
ويُرف أيضاً بالعنوان: ما يحتاج إليه من كتاب أوقليدس في المجسطي، وهو ال Μεγάλη σύνταξις της αστρονομίας لبطليموس، المنسوب خطأاً لأوقليدس. واسم "المجسطي" مقتصر الكلمتين الأولتين في العنوان اليوناني. ولو لم يذكر ابن رشد تأريخ تصنيفه، يمكننا أن نجمعه مع السابقين بسبب الاشتكاء الجاد الذي ينطق به من الظروف الصارفة عن كتابته
وكالمصنف التالي، هو تفسيره الوحيد في هذا الكتاب، ويشابه مكتوباته المبكرة، لأنه لا ينتقد نظريات بطليموس كما يفعل في ما بعد، وخاصة في تفسير ما بعد الطبيعة، كتاب الΛ.
17. جوامع الحس والمحسوس (565/1170 — بدوي، 1954، Gätje، 1961)
وفي هذا التلخيص لل Περι αισθήσεως και αισθητων يقول ابن رشد: "وكان الفراغ من ذلك باشبيلية يوم الثلاثاء العاشر من ربيع الآخر سنة خمس وستين وخمسمائة." وفي الترتيب التقليدي هذا الكتاب يتبع ال Περι ψυχης في سلسلة المكتوبات في أحوال النفس. أما الشيء الغريب فهو كتابة جوامع بعد ابتداء سلسلة التلاخيص. وله مقالات ثلاث: 1 القوى الجزئية التي في الحواس والمحسوسات، 2 الذكر والفكر والنوم واليقظة والرؤيا، 3 طول العمر وقصره
ويزعم العلوي أن هذا جوامع ليس بتلخيص، برغم ما يقول المخطوط وطبعاته كثيرة. فبناءه بناء الجوامع، كما يقول في آخر المقالة الأولى: "فهذه هي جمل الأشياء التي في هذه المقالة على أكثر ما أمكننا من الإيجاز." وفي آخر المقالة الثانية يقول: "هذا نهاية المعاني الملتقطة من هذا الكتاب."
18. تلخيص السماع الطبيعي (1 رجب 565/21 Mar 1170 — م عبري، Junctas, vol. 4, 434-456
يُعرف أيضاً بالعنوان: تقسيم السماع الطبيعي، وقد فقد الأصل العربي لهذا التلخيص لل Φυσική ακρόασις ، ولكن نجت ترجمة كاملة عربية وترجمة لابينية للكتب الثلات الأولى. وفي العبرية التأريخ ( Munk، 422).
19. تلخيص السماء والعالم (566/1171 — العلوي 1984)
و تأريخ هذا التلخيص لل Περι ουρανου في الترجمة العبرية. ويناسب هذا التأريخ الوضع بين تلخيص السماع الطبيعي المأرخ وتلخيص الكون والفساد المأرخ أيضاً. أما صياغته الحالي قد تكون مراجعة، لأنه يحيل إلى شرح السماء والعالم المأخر.
20. تلخيص الكون والفساد (عقب شهر جمادى الأخيرة 27 Feb 1172 — العلوي 1995)
وبين نسخها الثلاث خلاف مثل بعض الإضافات، تدل على مراجعة كثيرة متأخرة. وفي شرح السماء والعالم يقول ابن رشد: "ذكرنا من هذه المسألة طرفاً في تلخيص الكون والفساد، وإن قضى الله أن نصل بالشرح إلى تلك المواضع فسيستوفي الشرح البالغ في ذلك بفضله ورحمته." ولكن لم يلتق الفرصة لينجز هذا المشروع.
21. تلخيص الآثار العلوية (حول 568/1173 — العلوي 1994)
وهذا في ال Μετεωρολογικά، الجزء الرابع من أجزاء العلم الطبيعي. وفي تلخيص السماء والعالم إحالة إلى "كتاب الآثار"، ولعله يعني الجوامع، أما إذا كان يحيل إلى التلخيص، فهذا يدل إلى مراجعة متأخرة لتلخيص السماء والعالم.
ومثل جوامع الآثار العلوية، يصف هذا العمل الزلزة في قرطبة في سنة 566/1170-71: "مكثت عندنا الزلازل بقرطبة وجهاتها في الزلازل الناشئة في عشر السبعين والخمسمائة للهجرة... ولم أشاهد أنا فيها الزلزال العظيم الذي أصاب الناس فيه، لأني كنت باشبيلية في ذلك الوقت، ولكني وصلت إليها بقرب من ذلك الوقت." ووصف الزلزال هذا يرجح العلوي أنه إضافة عند مراجعة لنص التلخيص، كما هو إضافة إلى نص الجوامع عند مراجعته له.
22. تلخيص كتاب النفس (حول 569/1174 — Gtje 1985، Ivry 1994)
وهذا أول تفسير ابن رشد في ال Περι ψυχης يختتم تخاليصه في العلم الطبيعي. وتأريخه مؤشر في إحالة إليه في شرح كتاب النفس، برغم أنه في صياغته المراجعة يحيل إلى الشرح. وبالفعل هذا العمل المراجع، مع ذيل مختصر كتاب النفس، يمثل فكر ابن رشد الأكثر الناضج في المسائل المعقدة في العقل.
23. تلخيص مابعد الطبيعة (حول 570/1174 — Venice: apud Cominum de Tridino, 1560, v. 8, 5-233)
والنسخة اللاتينية، غير موجود في Junctas وغير مذكور في قائمات مؤلفات ابن رشد، تمتد من الكتاب الأول إلى نصف الكتاب السابع. ويجوز أن نأخذه كخاتم سلسلة تخاليصه العلمية. ويقول Munk (423):
“Il acheva ses commentaires moyens sur la Rhétorique et sur la Métaphysique dans les premiers mois de l’an 570 (1174).”
ولا يعطي برهان، ولعله رأى مخطوطاً عبرياً.
24. تلخيص السفسطة (حول 569/1174 — بدوي 1953، محمد سليم سال، 1972 ، جرار جهاني، 1982)
ولعل هذا التلخيص لل Σοφιστικοι έγεγχοι مأجل بسبب غموض النص وعواصة عبارته التي يشكو بن رشد، ينسبه إما لأرسطو نفسه إما لقلة تفاسيره. وكان يعد القارئ بالعودة إلى النظر في الكتاب، ولكن لم يفعل.
والتأريخ محزور، لأن ابن رشد عطل سلسلته في المنطق بعد التخاليص الخمس الأول ليدور إلى تخاليص سلسلة العلوم. ثم استأنف سلسلة المنطق. فنرجح أن هذا العمل يسبق تلخيص الخطابة المأرخ وتلخيص الشعر التابع بعده مكملاً السلسلة المنطقية.
25. تلخيص كتاب الخطابة (570-1/1175 — بدوي 1960، محمد سليم سال،)
ونسختا هذا التلخيص في ال Τέχνη ρητορική ذيل بتأريخين مختلفين، ونسخة ليدن تقول: "وكان الفراغ من تلخيص هذه المقالة يوم الجمعة الثالث من شعبان من عام سبعين وخمسمائة (27 Feb 1175)، ونسخة فلورنسة تقول: "يوم الجمعة الخامس من المحرم عام أحد وسبعين وخمسمائة" (26 July 1175). أما اللاتينية فتقول "tertio mense 510"، ولعل السنة غلطة عوض 570 ، وفي هذه الحال الشهر الثالث هو الربيع الأول، يساوي March 1175.
وفيه يشكو ابن رشد الصعوبات، يقول: "وقد لخصنا منها ما تأدى إلينا فهمه وغلب على ظننا أنه مقصوده. وعسى الله أن يمن بالتفرغ التام للفحص عن نص أقاويله في هذه الأشياء وبخاصة فيما لم يصل إلينا فيه شرح لمن يرتضى من المفسرين." ولم برجع إلى هذا الكتاب ولو في مقالة واحدة.
26. تلخيص الشعر (حول 571/1176 — محمد سليم سالم 1971، 1986)
وهذا تلخيص لل Ποιτικα آخر سلسلة التخاليص في المنطق. وتأريخه مستنبط من ترجيح أنه تابع الخطابة بقليل. وفي نسختيه لا علامة المراجعة. ويشكو ابن رشد أن الكتاب غير كاف لدرس الشعر العربي، "وذلك يدل أن هذا الكتاب لم يترجم على التمام."
27. تلخيص كتاب الأخلاق (4 ذي القعدة 1172/ 4 May 1177 — Junctas, vol. 3, 1-160; Berman عربي 1962، عبري 1981، Korolec عربي 1992)
وهذا التلخيص لل Τα εθικα Νικομαχεια قد نجا في ملتقطات عربية وفي بعض فقرات باللغة العبرية وفي ترجمة كاملة في اللغة اللاتينية. وذيل لهذا التلخيص مأرخ السنة 572/1177 يشكو أن ترجمة عربية لهذا الكتاب لم تصل إلى الأندلس بعد (434).
28. تلخيص سياسة أفلاطون/ كتاب الجمهورية (حول 1177 — العبرية: Rosenthal 1956)
والأرجح أن هذا التلخيص لل Πολιτεια لأفلاطون قد تبع العمل السابق. ولا يحيل إلى أي من مكتوبات ابن رشد أخرى، ولكن يتوقف فصل المقال في ما لا يجب أن يقال للجماهير ويجب أن ينحصر لنقاش الخبراء. ويشرع Rosenthal تأريخ 1177. ويقول ابن رشد أنه اختار ليفسر هذا الكتاب لأنه لم ير كتاباً لأرسطو في هذا الموضوع. وفيه يختلف ابن رشد عن بعض آراء أفلاطون.
فقرة المقالات المبكرة
- إن المقالات ابتدت نحو نهاية التلاخيص وتستمر إلى آخر حياة ابن رشد. هاهنا نعرض أولها.
- لو تركزنا في شروح ابن رشد، نرجّع مقالاته إلى الهوامش، لخطأنا خطأاً كبيراً. فإن المقالات مركزية لتطور فكر ابن رشد وعبارته، فإنها تشكل نصف التراث الرشدي من حيث العدد. وبتطور فكره استوعب ابن رشد أن سابقيه المسلمين الذين تابعوا اسكندر الأفروديسي قد حرّفوا أرسطو، فكان يستبعد منهم تدريجياً. واعتبر أفكاره الجديدة في التلاخيص وأطال يطوّرها في المقالات.
- وبرغم أن أغلب المقالات هي في نقط المنتطق، المقالات في العلم الطبيعي تظهر كيف استوعب اتجاه سابقيه الأفلاطونيين أو الأفلوطينيين ورفضه، يأتخذ مواقف الأرسطوطية الصافية على تقديره. وكذلك المقالات في الطب، مثل التلاخيص، تحاول أن تصلح جالينوس فيما ضل عن أرسطو.
- وصيغة المقالات يشابه الشروح بأنها مناقشات تقنية أو تفسيرية لمسائل معينة. والمقالات الفلسفية استدراكات التلاخيص أو الشروح أو مقالات سابقة، فإذاً هي مهمة جداً لفهم فكر ابي رشد الأخير.
- وكثيراً ما المقالة تستبدل جوامع أو تلخيصاً أو تصاحب مراجعتها. أما عمل معرفة المراجعة بالتفصيل والدقة وتأريخه فهو صاعب جداً ولم يتم بعد. ولا حجة مراجعة شرح، ولكن قد روجعت الجومع والتلاخيص وبعضها أكثر من مرة واحدة. وكانت بعض المراجعات إضافات قصيرة أو إحالات، والبعض الأخرى تحويلات كلية (انظر العلوي، 154-167).
29.مقالة في المحمولات المفردة والمركبة ونقد مذهب ابن سينا (حول 1172 — العلوي 1983)
هذه من المقالات المراجعة لتلخيص العبارة. وتناقش شروط الصدق في القضايا المركبة، مثل "فلان إنسان شاعر".
30. مقالة في جهات النتائج في المقاييس المركرة وفي معنى المعول على الكل (الأحد، 10 شوال 565/ 5 June 1172 في اشبيلية — العلوي 1983)
هذه المقالة المأرخة تبين نقطة كتبها في تلخيص القياس. ومقالات أخرى في ال Ανλυτικα πρότερα التالية:
31. مقالة في المقدمة الوجودية أو المطلقة (من 1172 — العلوي 1983)
هذه المقالة تراجع نقطة موجودة في تلخيص القياس، تحيل إليه صراحاً. ولكن نسخة مراجعة للتلخيص يحيل إلى هذه المقالة.
32. مقالة في نقد مذهب تامسطيوس في المقاييس الممكنة (من 1172 — العلوي 1983)
وهذه المقالة تؤكد نقد تامسطيوس الموجود في تلخيص القياس، وتزيد إلى التلخيص نقد الفارابي في نقطة أخرى. وتسبق مراجعة التلخيص.
33. مقالة في القياس الشرطي ونقد مذهب ابن سينا (من — العلوي 1983)
هذه مراجعة نقطة في تلخيص كتاب القياس، يختلف ابن رشد عن أرسطو والفارابي وابن سينا بقوله أن يكون القياس الشرطي داخلاً في حد القياس العام.
وتأريخها بين تأريخ التلخيص ومراجعته، فإنها تحيل إليه والتلخيص المراجعة يحيل إليها.
34. مقالة في نقد مذهب ابن سينا في عكس القضايا (من 1172 — 1983)
في هذه المقالة ينقد ابن سينا في نقطتين، يستأنف ما قال في نقد تامسطيوس في المقاييس الممكنة. ولا إحالة فيها إلى تلخيص كتاب القياس، كما لا إحالة إليها في التلخيص.
35. تعليق على قول لأبي نصر في كتاب البرهان (من 1172 — العلوي 1983)
وعلى الرغم أن هذا التعليق يهم ال Αναλυτικα ύστερα ، لا يظهر كزيادة لمختصر البرهان أو تلخيصه، ولكن هو مكتوب منفرد يدافع عن الفارابي. وهذ انتصار الفارابي خاص لفترة التلاخيص وقبلها. وكما يقول العلوي، الأرجح أنه كُتب في أواسط فترة التلاخيص المنطقية والطبيعية.
36. مقالة في الكلمة والاسم المشتق ونقد مذهب أبي نصر (حول 1174-1178 — العلوي 1983)
هذا الاستدراك لتلخيص العبارة ينتمي إلى آخر فترة التلاخيص، عندما اتخذ موقف نقدي من الفارابي.
37. مقالة في الحد ونقد مذهبي الأسكندر وأبي نصر (حول 1174-1178 — العلوي 1983)
مثل المقالات التالية، هذه الملاحظة في ال Περι ερμενείας التي تصلح تلخيص المعقولات تظهر استقلال ابن رشد النامي عن فكر الفارابي واسكندر الأفروديسي.
38. مقالة في كليات الجوهر وكليات الأعراض (حول 1174-1178 — العلوي 1983)
هذه الملاحظة الزيادة على تلخيص المعقولات تقارن مواقف أرسطو والفارابي وابن سينا في حدود الجوهر والأعراض.
39. مقالة في حد الشخص (حول 1174-1178 — العلوي 1983)
تتعلق هذه المقالة بال Αναλυτικα ύστερα ، فتاقش السؤال: هل يمكن أن يحدد الشخص، والحدود إنما تكون للأمور الكلية. ولم يعن ابن رشد بهذا السؤال في مختصر البرهان ولا في تلخيصه. وهكذا تهيأ الطريق لشرح كتاب البرهان.
40. مقالة في ثلاث أنواع المحدود بالنسبة إلى البرهان (حول 1174-1178 —
Junctas, vol. 1, pars 2b (1) 100b-102b: De triplici genere diffinitionum in ordine ad demonstrationum)
هذه المقالة والتالية كلها في مسائل في مادة ال Αναλυτικα ύστερα لم تنج في العربية. وفي كلها نقد الفارابي، يدل على أنها تنتمي إلى أواخر فترة المراجعة قبل شرح كتاب البرهان.
41. مقالة في الحد الأوسط (حول 1174-1178 —
Junctas, vol. 1, pars 2b (2) 102b-103b: De medio demonstrationis, an sit causa maioris extremi)
42. مقالة في شروط مقدمات البرهان (حول 1174-1178 —
Junctas, vol. 1, pars 2b, (3) 103b-111a: De conditionibus praemissarum demonstrationis)
43. مقالة في الشروط اللازمة لضرورية المقدمات (حول 1174-1178
Junctas, vol. 1, pars 2b (4) 111b-112b: De conditionibus quae requiruntur ad necessitatem praemissarum demonstrationum)
44. مقالة في كيفية انتقال من صناعة إلى صناعة أخرى (حول 1174-1178
Junctas, vol. 1, pars 2b, (5) 112b-114b: Quomodo fiat translatio ab una arte in aliam)
45. مقالة في براهين الوجود (حول 1174-1178
Junctas, vol. 1, pars 2b (6) 114b-116a: De demonstrationibus Quia)
46. مقالة في كيف الحد أكثر معروف من المحدود (حول 1174-1178
Junctas, vol. 1, pars 2b (7) 116a-118b: Quomodo definitio sit notior ipso definito)
47. مقالة في الحدود التي تقال مختلفة بالوضع من البرهان (حول 1174-1178
Junctas, vol. 1, pars 2b (8) 118b-119a: De definitionibus quae dicuntur positione differentes a demonstratione)
مقالة في زمان النوبة (حول 1174-1178
Vasquez de Benito, 1984; Anawati, 1986)
ولعل هذه المقالة في نقطة الطب هي الأولى بعد كتابة الكليات في الطب. ومثل التلاخيص في المنطق والعلم الطبيعي، تظهر ابن رشد يتخذ مواقف مستقلة، عن جالينوس في هذه الحال.
49. مقالة في حفظ الصحة (حول 1174-1178 — Vasquez de Benito, 1984; Anawati, 1986
هذه المقالة نصحة، بالنسبة إلى ال Υγιεινων λόγοι/Τέχνη υγιεινή لجالينوس، كيف تُحفظ الحياة، وهي مكتوبة تحت طلب شخص مجهول. ولا تضيف جديداً إلى ما وضعه في كتاب الكليات.
50. مقالة في الصحة (حول 1174-1178 — Junctas, Supl. 1, 177b-196a: De sanitate)
والراجح أن هذه القالة التي لم ينج إلا باللاتينية من هذه الفترة أيضاً
51. مقالة في الترياق (حول 1174-1178 — Vasquez de Benito, 1984; Anawati, 1986)
هذه المقالة كتبها ابن رشد تحت طلب شخصية مجهولة، في ال Περι θηωιακης προς Παμφιλιαινον لجالينوس، والترياق دواء محضور من أفيوم. ويُنذر المتولي علاج أبناء الخليفة باستعماله على الدوام.
52. مقالة في البذور والزروع (حول 1174-1178 — العلوي 1983)
وهذه المقالة في توليد الحيوانات ترجع إلى ال Περι ζώων γενέσεως لأرسطو. وبرغم أنها ليست مأرخة، ولكن تفترض وجود التلاخيص في العلم الطبيعي.
53. مسائل في الطبيعة (حول 1174-1178 — Goldstein, 1991)
هذا العمل لم ينج إلا بالعبرية، والراجح أنه من هذه الفترة.
54. مقالة في جوهر الفلك (574/1178 — Junctas, vol. 9, 1-14: De substantia orbis)
هذه المقالة في موضوع ال Περι ουρανου لأرسطو تفصح أيضاً بعض المسائل التي يحدث ابن رشد عنها في كتابي السابع والثامن من شرح السماع الطبيعي، وهي الزيادة الوحيدة لتلخيص الآثار العلوية. والتأريخ والمكان (المغرب) لا تُذكر في النسخة اللاتينية (Junctas) ولكن تذكر في الإصدار اللاتيني Cominum de Tridino وفي مخطوط عربي موجود في الأسكوريال (Munk، 423)
55. مقالة في مفارقة المبدأ الأول (من 1181
Carlos Steel, 1997: De separatione primi principii)
وهذه القالة ضد أفكار ابن سينا في المبدأ الأول تظهر أنها التي يحيل إليها شرح البرهان وشرح كتاب السماع الطبيعي و تهافت التهافت (Steel، 92). فيتحدث "عن ما تبرهن لنا في علم النفس" في عقل الفعال المفارق (ص 110) وعن فساد العقل حيولي (ص 118). أما هذا التعليم بالمختصر في النفس وربما بتلخيص كتاب النفس، ولكن نُبذ في شرح كتاب النفس وفي الصياغة الأخيرة للتلخيص.
56. مقالة في الخطابة (حول 1178 Tractatus de rhetorica demonstrativa, persuasiva)
وهذه المقالة استدراك تلخيص الخطابة، نجت في اللاتينية. وهي مؤرخة، ولا تحيل إلى مصنفات أخرى، ولكن الأرجح أنها متأخرة عن التلخيص.
57. مقالة في الشعر (حول 1178 — Junctas, vol. 2, 197a: In librum Poeticae
وهذه المقالة القصيرة التي نجت في اللاتينية تمكن أن تتجمع مع المقالة في الخطابة.
الفترة الفاصلة: التصحيح العقدي
- وهذه الفترة تميز بين ما قبلها: الجوامع والتلاخيص الفلسفية والفقهية مع المقالات المستدركة، وبين ما بعدها: الشروح الكرى والمراجعات النهائية للمصنفات السابقة.
- والبيئة وراء مصنفات هذه الفترة هي التأثير المتغلب لكتب الغزالي في أيدي الفقهاء الأندلسيين المحافظين والمعارضين للفلسفة. فاضطر ابن رشد أن ينتصر حرية الفلسفة ويجيب على تهمات الغزالي.
- أما مبدأ بعيد لتكوين فكر ابن رشد في انتصار الفلسفة فهو فتوى جده يدين إصرار المتكلمين الأشاعرة في ذلك الوقت على واجب كل المسلم أن يتعلم مبادئ الإيمان بمصطلحات مذهبهم (انظر النص في العلوي،
- وفي ثلاثية، فصل المقال والكشف في مناهج الأدلة وتافت التهافت، لا ينتصر الفلسفة فحسب، ولكن يحاول ان يصفّي العقائد الدينية مما أدخل فيها الغزالي والأشاعرة من التحريف والبدع. وظاهرة هذا المشروع مهاجمة مدافعة، ولكن يدمج في مشروعه الشامل أن يجدد جميع فروع العلم وينظمها في نسق مدمج.
- أما الثلاث الأولى من الأعمال التالية فتعلّم هذا في مستوى علم الكلام، وتهافت التهافت يعمله في مستوى الفلسفة.
- ويجدر بالذكر أن ابن رشد وجد الوقت بين هذه المصنفات ليكتب بعض مقالات في الطب.
58. مقالة في العلم الإلهي (الضميمة) (حول 574/1178 — Hourani 1959 والعلوي يفضل هذا الإصدار)
وهذه المقالة اشتهرت كضميمة أو ذيل لفصل المقال. والحق أنها ليست كذلك لأنها ؤلفت قبل الفصل، ويحيل إليها الفصل في مسألة علم الله بالجزئيات: "وقد أفردنا في هذه المسألة قولاً حركنا إليه بعض أصحابنا."
59. فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال (حول 574/1178 — 1959 الإصدار الأجود بحسب العلوي)
وهذا من أشهر مؤلفات ابن رشد وكان موضع درس كثير. "والغرض من هذا القول أن نحفص على جهة النظر الشرعي هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع أم محظور أم مأمور به، إما على جهة الندب وإما على جهة الوجوب."
60. الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة (575/1179 — Hourani، 1959 وهو كذلك الإصدار الأجود)
يقول ابن رشد في شرح السماء والعالم: "وقد بيّنا أن قولهم (المتكلمين) مخالف لظاهر الشريعة فيما كتبناه في تصحيح عقائد شريعتنا وما داخلها من التغيير." وهذه الإحالة تقصد هذا الكشف خاصة وتبين غرضه.
وهذا الكتاب المأرخ يوجه إلى كل من يعتقد أن الشريعة مخالفة للحكمة. وفيه يعود ابن رشد إلى النظر الفلسفي الخالص، كما سيفعل في تهافت التهافت. ومن هنا يصح اعتبار هذا الكتاب حلقة وسطى بين الفصل وتهافت التهافت.
61. شرح أرجوزة ابن سينا في الطب (16 رمضان 575/14 Feb 1180 — Vazquez de Benito 1984)
وكتب ابن رشد هذا الشرح لشعر ابن سينا في الطب استجابة لأمر من أحد أسياد الموحدين.
62. مقالة في أصناف المزاج ونقد مذهب جالينوس (حول 1180 — Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
وفي هذه المقالة في ال Περι κράσεων لجالينوس يأتخذ ابن رشد موقفاً مختلفاً عن آراء جالينوس في الأمزجة، الآراء التي صادقها في الصياغة الأولى للكليات في الطب. وفي هذه المقالة يعتبر موقفه الجديد لأول مرة. ويكرر الموقف الجديد في الصياغة الثاني للكليات في الطب وفي تلخيص كتاب المزاج لجالينوس. والغريب أن التلخيص لا يحيل إلى هذه المقالة، ولكن تتبع بالقريب شرح ما بعد الطبيعة الذي يحيل إليها (في كتاب يا).
63. مقالة في حيلة البرء (حول —Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
وهذه مقالة تعارض أراء جالينوس في ال Θεραπευτικη μέθοδος. لا تذكر التأريخ ولا تحيل إلى مصنفات أخرى، ولكن صيغته تشابه صيغة المقالة السابقة، والراجح أنها مقدمة للتلاخيص المتأخرة في جالينوس.
64. تهافت التهافت (حول 576-7/1180-81 — Bouyges 1930 ، سليمان دنيا 1964)
وهذا الكتاب يأتخذ مواقف المقالة في العلم الإلهي وفصل المقال والكشف عن مناهج الأدلة، واختلافه الوحيد أنه موجه إلى الفلاسفة، والأخرى توجه الجمهور. ولذلك هو أطول وأكثر تفصيلي. وإنه الجسر الأخير من مرحلة الجوامع والتلاخيص إلى مرحلة الشروح الكبرى. وأسلوبه، مثل أسلوب الشروح في عرض النص فقرة بعد فقرة مع تفسيرها الجزئي.
وبرغم أنه يعارض الغزالي خاصة، وهو يعارض ابن سين والفارابي بالعنف لا أقل، ينقد موافقهم بأنها باطلة وغير معقولة في مستوى الفلسفة، وكذلك هي مفسدة الشرع.
65. مقالة في أن ما يعتقده المشاؤون وما يعتقده المتكلمون من أهل ملتنا في كيفية وجود العالم متقارب في المعنى (حول 1181 — Worms 1900)
هذه القالة المنتصرة آراء ابن رشد في خلود العالم لم تنج إلا بالعبرية. وتناسب الأعمال المذكورة آنفاً.
66. مسألة في السماء والعالم (من 1181 — العلوي 1984)
وطُبعت بعد المقالة الأولى لتلخيص السماء والعالم، والمسألة هي كيف يمكن جرماً سماوياً أن يكون خالداً إن كان جسماً. ولا إحالة لها في مؤلفات ابن رشد الأخرى. فإذاً لعلها متأخرة.
فترة الشروح الكبرى والمراجعات النهائية
- في بداية تأليف هذه الشروح كان ابن رشد في حالة النضوج العقلي والأمن السياسي، فكان مدعواً إلى المغرب كالطبيب الخاص لأبي يعقوب يوسف في 578/1182 ، وبعد ذلك بالقليل تولي منصب قاضي قرطبة. وكان له الحظ عند يعقوب المنصور في بداية خلافته (من 580/1184). وهذه الظروف سمحت له أن يبتدئ مشروعاً أكبر.
- والشروح تختلف عن التلاخيص في أن التلاخيص تدرس نص أرسطو لفهم موقفه ولعرضه للطلاب. أما الشروح فإنها للمختصين وتفصح كل الجزئيات التفسيرية والتقنية لنص أرسطو.
- والشروح لا تناقش المسائل القدية التي قد ناقشها القدامى فحسب، ولكن مسائل جديدة أيضاً. والشروح تُظهر ابن رشد في كل نضوجه وابتكاره، ولو ادعا أنه يمثل فكر أرسطو فقط.
- ومع الشروح يتواصل ابن رشد كتابة مقالات في مسائل ناتجة عن مكتوباته السابقة.
- وبسبب مجهول، قبل نفيه في 1195، غادر ابن رشد شروحه في أرسطو غير مكملة، ولتفت إلى الكتابة في الطب.
67. مقالة في جهة نتائج المقاييس المختلطة من الضروري والمطلق والممكن (حول 1182 — العلوي، 1983)
وهذه المقالة نظر ابن رشد الثالث في مشكلة في ال Αναλυτικα πρότερα ، وهذه أي نوع النتيجة تتبع من القياس الذي كبراه ضرورية أو وجودية وضغراها ممكنة. وقد ناقش هذا في تلخيص القياس (562/1166) المحال إليه في هذه المقالة، وفي مقالة أخرى مأرخة بشوال 567/June 1172. وعاد ابن رشد إلى هذا المشكلة في مقالتين أخريين.
68. شرح البرهان (حول 579/1183 — Junctas, vol. 2a, 1-568 ، بدوي 1984: المقالة الأولى)
وهذا الشرح لل Αναλυτικα πρότερα غير مأرخ، ولكن الراجح أنه أول الشرح لابن رشد، لوضع هذا الكتاب الأول في منطق أرسطو، وثانياً لأنه توجد إحالة له في المسائل المنطقية وفي شرح السماع الطبيعي. ويجدر بذكر أن هذا الشرح لا تحيل إلى التلخيص السابق أو إلى المختصر. ولعل هذا الحذف منوي، بالمعنى أن الشرح هو تعليم ابن رشد النهائي. ولكن، كما سنرى، بعض المقالات تستمر تناقش بعض النقط فيه.
69. مقالة في لزوم جهات النتائج لجهات المقدمات (من 1183 — العلوي 1983)
في هذه المقالة يحدث ابن رشد في هذه المسألة المرة الرابعة. فالمرة الأولى كانت في تلخيص القياس، الثاية هي القالة سابقة الذكر #30، والثالثة هي القالة المذكورة #67. وفيها لا يحيل إلى تلخيص القياس ولا إلى المقالتين المذكورتين.
70. مقالة في محمولات البراهين (من 1183 — العلوي)
هذه القالة آخرة مكتوبات ابن رشد في البرهان، وهو موضوع ال Αναλυτικα ύστερα. وفيها يحيل إلى كتاب البرهان، ولا شك أنه الشرح، وإلى المسائل المنطقية، يعني المسائل البرهانية المذكورة، حيث بيّن ان المحمول في أكثر الأمر أعم من الموضوع.
71. شرح السماع الطبيعي (حول 584/1186 — Junctas, vol. 4, 1-433)
هذا الشرح في ال Φυσική ακρόασις قد نجا بكامله في اللاتينية، وبالعربية توجد بعض المقتطعات. وفيه يحيل إلى tractatus له، وهذا يجب أن يكون تهافت التهافت.
72. شرح السماء والعالم (حول 584/1188 — Junctas, vol. 5, 1-271; Endress, 1994)
الوضع الزمني لهذا الشرح في ال Περι ουρανου يأتي طبعياً بعد شرح السماع الطبيعي، ويحيل إليه عدة المرات. وفي هذا الشرح يعتبر ابن رشد الأمل أن يشرح ال Μετα τα φυσικα. والشرح نجا بكامله في اللاتينية، وجزء كبير من الكتاب الثاني بالعربية.
73. شرح كتاب النفس (حول 586/1190 — Crawford، 1953 باللاتينية)
هذا الشرح في ال Περι ψυχης يتبع السابق طبعياً. يحيل إلى شرح السماع الطبيعي، ويحيل إليه شرح ما بعد الطبيعة والصياغات المراجعة من مختصر كتاب النفس وتلخيص كتاب النفس. وقد نجا في اللاتينية والعبرية، وفي مقتطعات عربية. وقد صدر نص عربي مترجم من العبرية واللاتينية.
74. تلخيص رسالة الاتصال لابن باجة (حول 1158 و 1194 — الأهواني، 1951)
هذا التلخيص لأفكار ابن باجة في العقل صدرت كذيل للمختصر في النفس. والأرجح أن الأصل ؤلف في فترة مبكرة لحياة ابن رشد، مثل فترة مختصر كتاب النفس، عندما كان مسحوراً بتعليم سابقيه. وروجعت في ما بعد، والصياغة الأخيرة تحيل إلى شرح كتاب النفس، ولذلك تنتمي إلى فترة متأخرة.
75. مقالة في سعادة النفس/ في اتصال العقل المفارق بالإنسان (حول 1194 — م عبري، Junctas, vol. 9, 148-155a; ترجمة ثانية للبابين ال2-3: 155b-158a)
هذه المقالة لم تنج إلا بالعبرية واللاتينية. ويحيل إلى وهذه لا يمكن إلا أن تكون شرح كتال النفس. وكذلك تذكرde magnis reprehensionibus quas de his in aliis narrauimus locis وهذه الإحالات وتعليمها في مفارقة العقل ووحدته تدل أنها تنتمي إلى فترة متأخرة في تطور فكر ابن رشد، ولكن قبل الجزء الأخير لشرح ما بعد الطبيعة.
76. رسالة الاتصال/ مقالة هل يتصل بالعقل الهيولاني العقل الفعال وهو ملتبس بالجسم (حول 1194 — Kalman P. Bland, 1982)
وهذا العمل في نفس الموضوع نجا في ترجمة عبرية.
77. شرح مقالة لاسكندر الأفروديسي في العقل (حول 1194 — م عربي وعبري)
والنسختان العربية والعبرية جديرتا الدرس عندما تصدران. وأما في وقت الحالي فتمكن أن تجمع مع المقالات السابقة
78. شرح ما بعد الطبيعة (حول 588، 590/ 1192، 1194 — Bouyges, 1938-48)
يعتقد العلوي أن هذا الشرح لل Μετα τα φυσικα كُتب في مرحلتين: أولاً الكتب العشر الأولى، ثم بعد فصل كتاب الΛ.
وهذا الشرح يمثل فكر ابن رشد الناضج. وإن راجع جوامع ما بعد الطبيعة بعد الشرح، والمراجعة تحيل إلى الشرح، لا تزيد شيئاً جديداً. وابن رشد يدّعي أنه يقدم فكر أرسطو الصحيح في ما بعد الطبيعة، يصلح انحرافات الفارابي وابن سينا، وخاصة في تعليمهم في الفيض. ويجدر بالذكر أن ابن رشد لم يكتب أي مقالة أو مراجعة لشرحه في ما بعد الطبيعة.
فترة العودة إلى الطب
- وقد اعتبر ابن رشد الأمل أن يشرح بعض كتب أخرى لأرسطو، ولكن التفت فجأة إلى كتابة مقالات في الطب مدة سنتين. ولعله فعل ذلك لأسباب سياسية، فكان له أعداء بين الأسياد، ولعلهم منعوه أو هددوه.
- ولكن لم يخل الفلسفة تماماً، فإن له مقالتان مأرختان بعد هذه لفترة، ويمكن بعض المقالات المذكورة آنفاً أن تكون من فترة متأخرة.
- ولعل سبب أخر لمغادرته كتابة الفلسفة يأسه من حل مشكلة سيرة الكواكب: "وقد كنت في شبابي أؤمل أن يتم لي هذا فحص وأما في شيخوختي هذه فقد يئست من ذلك."
- وبجانب أخر، كانت الحاجة الضرورية لكتب جديدة في الطب تصلح جالينوس بضوء العلم الطبيعي الرسطوطي. فشرع ابن رشد في تأليف تلاخيص توضح كلاً من أعمال جالينوس الكبرى.
- وفي هذه السلسلة يستعمل ابن رشد الأسلوب الذي اقترع في سلسلة شروحه، يعرض فقرة النص ويقدم تفسيره بالكلمة "قلت".
79. تلخيص كتاب الأسطقسات (حول 588/1192 — Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
يقول ابن رشد أن هذا، في Περι των καθ Ιπποκράτην στοιχείων ، الأول في السلسلة في أعمال جالينوس.
80. تلخيص كتاب المزاج (يوم الأربعة، ربيع الآخر 588/1192 — Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
إن هذا تلخيص في ال Περι κράσεων يكرر ما قال ابن رشد في المقالة في أصناف المزاج ونقد مذهب جالينوس، تصلح كتاب الكليات. وفي الخاتمة يقول: "والله المشكور على ما تم من ذلك والمسؤول أن يعين على تمام هذا الغرض في كتب هذا الرجل، فإن تعلمها على المجرى الصناعي إنما هو في كتب هذا الرجل، لكن في كلامه طول ربما كسل عنها كثيراً من الطلب. وأكثر ما حركني إليه ابناي أبو القاسم وأبو محمد، إذ كان لهما مشاركة في هذه الصناعة وفي العلوم الحكمية التي لا يتم النظر في هذه الصناعة إلا بها، كما بيّن ذلك جالينوس في مقالته أن الطبيب الفاضل هو فيلسوف ضرورة. ومعنى الفيلسوف المحب في علوم الحق، وشرح هذا الاسم يرفع عن السامع له المنصف الشناعة التي لحقت هذه التسمية في زماننا هذا من قبل قوم انتسبوا إلى علم الشرع، وهم معرّون مما تعرفه العامة. والله الموفق للصواب بفضله ورحمته."
81. تلخيص كتاب القوى الطبيعية (حول 588/1192 — Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
هذا التلخيص اللامأرخ في Περι φυσικων δυνάμεων يحيل إلى تلخيص كتاب الأسطقست، ويحيل إليه المؤلف المتأخر، اختصار العلل والأعراض. وفيه ينقد جالينوس لأنه تجاوز عن مذهب أرسطو في الكيفيات الأربع (الحار والبارد والمبلول واليابس). ويقول في الخاتمة: "فهذا كله مما ينبغي أن يفرد الفحص عنه، ويتقصي النظر فيه، إلى أن يبلغ مرتبة البرهان. وأما الأقاويل المثبتة في هذا الكتاب، في هذه الأشياء فهي إقناعية لا تتجاوز في الإقناع رتبة الأقاويل الجدلية، وربما ساوى بعضها في ذلك الأقاويل البلاغية."
82. اختصار العلل والأعراض (حول — Vasquez de Benito 1984)
هذا التلخيص اللامأرخ في ال Περι διαφορας νοσημάτων يحيل إلى تلخيص كتاب المزاج وإلى تلخيص كتاب القوى الطبيعية، وفي ثلاث أماكن يعتبر الأمل أن يكتب تلخيص كتاب الحميات.
83. تلخيص كتاب الحميات (يوم الجمعة، آخر رمضان 589/29 Sept 1193 — Vasquez de Benito 1984، Anawati 1986)
هذا التلخيص المأرخ في ال Περι διαφορας πυρετων آخر التلاخيص المطبوعة لابن رشد في جالينوس
84. تلخيص كتاب الأدوية المفردة (حول 1192-1193 — م عربي)
هذا التلخيص في ال Περι κράσεως και δυνάμεως φαρμακων لجالينوس ينتسب إلى هذه الفترة. أما النسخة الموجودة في المكتبة الفاتيكان المكتوبة بحروف عبرية لم يزل غير مطبوع وغير مدروسة. وانظر، في ما عدا العلوي:
H. Ritter & R. Walzer, “Arabische Übersetzungen griechischer Ärzte in Stambuler Bibliotheken,” 1934 (Frankfurt am Main, 1999: Islamic Medicine 21), p. 27.
85. مقالة في حميات العفن/ في زمان النوبة (حول 1192-1193 — Vasquez de Benito 1984)
وهذا مؤلف أخر ينتسب إلى هذه الفترة.
86. في أمر شفاء الأدواء De ratione curandorum morborum (حول 1192-1193 Junctas, Supl. 1, 206b-217b)
هذا الؤلف الذي نجا باللاتينية قد ينتسب إلى هذه الفترة.
87. قوانين في الأدوية المسهلة Canones de medicinis laxitivis (حول 1192-1193 — م Bibliothèque nationale, ms 6949)
وهذه النسحة اللاتينية قد تنتسب إلى هذه الفترة.
مراجعات فلسفية متأخرة
88. مقالة في معنى المقول على الكل وغير ذلك (يوم الثلاثاء، 15 ربيع الآخر 591 / 14 Feb 1195 العلوي — 1983)
وإن هذه المقاله هي المناقشة السادسة في المسألة نفسها. فقد لمسها في تلخيص القياس وفي ثلاث مقالات وفي مراجعة التلخيص. والغريب أنها لا تحيل إلى المقالات السابقة، وإما إلى التلخيص. وصيغتها صيغة الشرح، تفسر جزئيات نص أرسطو.
89. مقالة على المقالة السابعة والثامنة من السماع الطبيعي لأرسطو (ذو الحجة 592/ 1196 — العلوي 1983)
وإن هذه المقالة المأرخة تراجع مسائل في العلة الأولى لحركة العالم، وقد ناقش ذلك في الجوامع والتلخيص والشرح في ال Φυσική ακρόασις. وهذه المقالة العمل الوحيد عندنا من نفي ابن رشد من قرطبة وموته في 9 صفر 595/ 11 Dec 1198.
خاتمة
من شبابه كان ابن رشد واسع الاهتمام، يريد ان يجمع كل العلم الإنساني في نسق واحد تحت مبادئ مشتركة. ومن البداية حسب أن أرسطو يزوّد البرواز العقلي لهذا النسق. ولكن ابن رشد استغرق الوقت ليجرد أفكار أرسطو من انحرافات مفسريه المسلمين المفلطنين. وبصفة عامة نجح في هذا المشروع، واستحق لقب "الشارح"، اللقب الذي يحترمه توما الأكويني. ولا ينتقده الأكويني إلا في مسألة العقل، حيث يسميه "المفسد".
وأدمج ابن رشد في هذا النسق، مع تصليحات، علم السماء والعالم للبطليموس والسياسة لأفلاطون والطب لجالينوس.
وإن المشروع العلمي لابن رشد لم ينحصر إلى العلوم الإنسانية. فإن المبادئ التي تطبق على الفلسفة تطبق أيضاً بالقياس على العلوم الشرعية. فإذاً ألف كتابين في مبادئ الفقه وبعض المؤلفات ليصلح انحرفات في علم الكلام.
وامتدت مدة كتابته من 552/1157 إلى 592/1196. وفي فترة مبكرة متصفة بعدم الاستقرار السياسي كتب سلسلة مختصرات وجوامع تعتمد على معلمين سابقين. وفي فترة ثانية متصفة بالهدوء السياسي كتب سلسلة تلاخيص تظهر استقلالاً نسبياً من معلميه وتنتصر نوعاً أصفى من الأرطسية، حتى ارتقى إلى تحدي الغزالي وإصلاح كلامه. وفي فترة ثالثة متصفة باستقرار سياسي ونضوج عقلي، كتب ابن رشد سلسلة شروح ضخمة في الفلسفة وسلسلة تلاخيص في الطب.
وكان ابن رشد يطمح أن يستكمل الفلسفة كلها بغاية التمام. وبصفة عامة ظن أنه نجح، ولكن لم يرتض قط بمكتوباته. فكان يراجع دائماً جوامعه وتلاخيصه ويكتب مقالات تستدركها.
ويعترف العلوي أن عمله في المتن الرشدي غير كامل ويحتاج إلى معطيات جديدة. ونستطيع أن نقول نفس الشيء هاهنا. ويبقى عمل تحليل مراجعات الجوامع والتلاخيص وتركيب جدول ما غُير وما زيد وتوقيت هذه التغييرات والزيادات. وهذا يحتاج إلى درس أدق لالمخطوطات. ولعل نظراً جديداً فيى الجزئيات الموجودة في موسوع المؤلفات كله سينجز توقيت بعض المصنفات اللامأرخة.