ميمونة

ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8: 132-241

ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش ويقال بن جريش. كان مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي تزوج ميمونة في الجاهلية، ثم فارقها، فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤى، فتوفي عنها. فتزوجها رسول الله، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وكان يلي أمرها ووهي أخت أم ولده أم الفضل بنت الحارث الهلالية لأبيها، وأمها تزوجها رسول الله بسرف على عشر أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوجها رسول الله، وذلك سنة سبع في عمرة القضية.

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال تزوج رسول الله ميمونة بنت الحارث في شوال سنة سبع من الهجرة.

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى عن الفضيل بن عبد الله عن علي بن عبد الله بن عباس قال: لما أراد رسول الله الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس فزوجه ميمونة. فأضلا بعيريهما فأقاما أياماً ببطن زارغ حتى أدركهما رسول الله بقديد، وقد ضما بعيريهما فسارا معه حتى قدم مكة. فأرسل إلى العباس فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى رسول الله. فجاء رسول الله منزل العباس فخطبها إلى العباس فزوجها إياه.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال: لما خطب رسول الله ميمونة جعلت أمرها إلى العباس بن عبد المطلب، فزوجها رسول الله.

أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا حدثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار: أن النبي بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار فزوجاه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: تزوجها رسول الله في شوال وهو حلال عام القضية، وأعرس بها بسرف وتوفيت بسرف.

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن ميمون بن مهران قال: دخلت على صفية بنت شيبة عجوز كبير فسألتها أتزوج رسول الله ميمونة وهو محرم؟ فقالت لا والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان.

أخبرنا يزيد بن هارون عن عمرو بن ميمون بن مهران قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي أن سل يزيد بن الأصم أحراماً كان رسول اله حين تزوج ميمونة أم حلالاً؟ فدعاه أبي فأقرأه الكتاب، فقال خطبها وهو حلال وبنى بها وهو حلال، وأنا أسمع يزيد يقول ذلك.

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا أبو فزارة عن يزيد بن الأصم عن أبي رافع: أن رسول الله تزوج ميمونة حلالاً وبنى بها حلالاً بسرف.

أخبرنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الأصم عن ميمونة زوج النبي:أن النبي تزوجها حلالاً وبنى بها حلالاً.

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرفي حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: كتب إلى عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصم عن تزويج رسول الله ميموة هل تزوجها وهو محرم؟ فسألته فقال تزوجها وهما حلالان، ودخل بها وهو حلال.

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران: قال كنت جالساً عند عطاء فجاءه رجل فقال هل يتزوج المحرم؟ فقال عطاء ما حرم الله النكاح منذ أحله. قال ميمون فقلت إن عمر بن عبد العزيز كتب إلي، وميمون يومئذ على أرض الجزيرة، أن سل يزيد بن الأصم أكان رسول الله يوم تزوج موموة حلالاً أم حراماً. قال فقال ميمون فقال يزيد بن الأصم تزوجها وهو حلال، وكانت ميمونة خالة يزيد بن الأصم. قال عطاء ما كنا نأخذ هذا إلا عن ميمونة، وكنا نسمع أن رسول الله تزوجها وهو محرم.

أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن زيد عن مطرف عن ربيعة عن سليمان بن يسار عن أبي رافع: أن رسول الله تزنج مومونة حلالاً، وكتب الرسول بينهما.

أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار: أن رسول الله بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار فأنكحاه ميمونة وهو بالمدينة قبل أن يخرج.

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حامد بن زيد عن أيوب عن ميمون بن مهران قال: كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن سل يزيد بن الأصم عن تزويج رسول الله ميمونة فسألته. فقال تزوجها حلالاً وبنى بها حلالاً، وبنى بها بسرف، وذلك قبرها تحت السقيفة.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن بن عباس قال: تزوجها رسول الله وهو حلال.

أخبرنا محمد بن عمر والفضل بن دكين قالا حدثنا هشام بن سعد عن عطاء الخراساني قال قلت لابن المسيب إن عكرمة يزعم أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم؟ فقال كذب مخبثان، اذهب إليه فسبه سأحدثك قدم رسول الله وهو محرم. فلما حل تزوجها.

أخبرنا محمد بن الفضل عن ليث عن عطاء عن بن عباس قال: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم.

أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن بقسم عن بن عباس قال: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم واحتجم بالقاحة وهو محرم.

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هاشم بن حسان عن عكرمة عن بن عباس: أن رسول الله تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف وهو محرم، ثم دخل بها بسرف بعدما رجع. وقال يزيد بن هارون ماتت بسرف وقبرها. ثم أخبرنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس: ان النبي تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا رباح بن أبي معيوف عن عطاء عن بن عباس: أن رسول الله تزوج ميمونة خالته بسرف وهو محرم، وكان بن عباس لا يرى به بأساً.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا حبيب بن الشهيد أنه سمع ميمون بن مهران يحدث عن بن عباس: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن جابر أبي الشعثاء أنه سمع بن عباس يقول: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم.

اخبرنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا عبد الله بن نمير والفضل بن دكين ومحمد بن عبيد عن زكرينا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي: أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم. قال الفضل بن دكين في حديثه واحتجم وهو محرم.

أخبرنا عبد الله بن نمير ويعى بن عبيد ويزيد بن هارون قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي السفر عن عامر قال: ملك النبي ميمونة وهو محرم واحتجم وهو محرم

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر: أن رسول الله تزوج ميمونة بنت الحارث وهو محرم واحتجم وهو محرم.

أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال: تزوج رسول الله ميمونة وهو محرم.

أخبرنا مسلم بن إباهيم قال حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو يزيد المديني: أن النبي تزوج ميمونة وهو محرم.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة: أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول لله.

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة قال: قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله فقالت تزوجها رسول الله على مهر خمس مائة درهم، وولي نكاحه إياها العباس بن عبد المطلب.

أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: كان اسم ميمونة برة، فسماها رسول الله ميمونة.

أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن بن عباس أخبرته ميمونة: أنها كانت تغتسل هي والنبي من إناء واحد.

أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر قال حدثنا إبراهيم بن نافع عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت: اغتسل رسول الله وميمونة من إناء واحد قصعة فيها أثر العجين.

حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت: كان رسول الله يصلي في مسجده على خمرة، وأنا نائمة إلى جنبه، فيصيبني ثوبه وأنا حائض.

أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا شريك عن سماك عن عكرمة عن بن عباس عن ميمونة قالت: أجنبت أنا ورسول الله فاغتسلت من جفنة ففضلت فضلة. فجاء النبي فاغتسل منها. فقلت إني قد اغتسلت منها. فقال ليس على الماء جنابة.

أخبرنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن بن عباس قال: قال رسول الله الأخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل وأسماء.

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن محمد مولى خزاعة عن صالح بن محمد عن أم ذرة عن ميمونة قالت: خرج رسول الله ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب. فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له. فقال أقسمت إلا فتحته لي؟ فقلت له تذهب إلى أزواجك في ليلتي هذه؟ قال ما فعلت ولكن وجدت حقناً من بولي.

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن بكير عن عبيد الله الخولاني قال: رأيت ميمونة زوج النبي تصلي في درع سابغ لا إزار عليها.

[أخبرنا] عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم: أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها، فماتت ورأسها مجمم.

أخبرنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة عن جارية لها فقالت أعتقتها. فقال قد كانت جلدة ولو كنت وضعتها في ذي قرابتك كان أمثل.

أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا يزيد بن الأصم قال: تلقيت عائشة وهي مقبلة من مكة، أنا وابن طلحة بن عبيد الله وهو ابن أختها، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه فبلغنا ذلك فأقبلت على ابن أختها تلوه وتعذله. ثم أقبلت علي فوعظتني موعظة بليغة. ثم قالت أما علمت أن الله تبارك وتعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيه. ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك. أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم.

أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال: كان مسواك ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم منقعاً في ماء، فإن شغلها عمل أو صلاة وإلا أخذته فاستاكت به.

أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم: أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها فوجدت منه ريح شراب، فقالت لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك أن قالت يطهروك لا تدخل على بيتي أبداً.

أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا صفيان عن موسى بن أبي عائشة عن رجل عن ميمونة: أنها أبصرت حبة رمان في الأرض، فأخذتها وقالت إن الله لا يحب الفساد.

أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا وهيب حدثنا إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس قال: بعثني ابن عباس أقود بعير ميمونة فلم أزل أسمعها تهل حتى رمت جمرة العقرة.

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عقبة بن وهب العامري البكائي قال أخبرنا يزيد بن الأصم قال: رأيت أم المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألت عقبة لم؟ فقال أراه تبتل.

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن بسر بن سعيد عن عبيد الله الخولاني، وكان يكون في حجر ميمونة: أنه كان يرى ميمونة تصلي في الدرع والخمار وليس عليها إزار.

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا جعفر بن برقان أخبرني ميمون قال: سألت صفية بنت شيبة، فقالت تزوج رسول الله ميمونة بسرف وبنى بها، ثم في قبة لها. وماتت بسرف. ثم دفنت في موضع قبتها التي بني بها فيها.

أخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير بن حازم قالا حدثنا جرير ابن حازم عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى فيها رسول الله. وكانت يوم ماتت محلوقة قد حلقت في الحج. فنزلنا في قبرها أنا وابن عباس. فلما وضعناها مال رأسها، فأخذت ردائي، فوضعته تحت رأسها، فاتزعه ابن عباس فألقاه ووضع تحت رأسها. كذانة يعني حجراً.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا ابن جريج عن عطاء قال: توفيت ميمونة بسرف فخرجنا مع ابن عباس إليها، فقال إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها تزلزلوها، فإنه كان للنبي صلى الله علي وسلم تسع نسوة كان يقسم لثمان ولا يقسم لواحدة. وقال غير ابن جريج في هذا الحديث. توفيت بمكة فحملها عبد الله بن عباس وجعل يقول اللذين يحملونها ارفقوا بها فإنها أمكم، حتى دفنها بسرف.

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن المحرر عن يزيد بن الأصم قال: تحضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عباس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأنا وعبيد الله الخولاني. وصلى علها ابن عباس. قال محمد بن عمر توفيت سنة إحدى وستين في خلافة يزيد بن معاوية، وهي آخر من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها يوم توفيت ثمانون أو إحدى وثمانون سنة، وكانت جلدة.

أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بخيبر ثمانين وسقاً تمراً وسقاً شعيراً ويقال قمحاً.