Joseph Kenny OP: Arabic Contra Gentiles

خلاصة الكلام لجميع الآنام

مبادئ الإيمان المشتركة
في المسيحية والإسلام

رسالة في فلسفة الدين أو علم الكلام في العصر الحديث

ملهم من كتاب

Summa Contra Gentiles

للقديس توما الأكويني

بقلم

Joseph Kenny, O.P.


المحتويات

تمهيد

مقدمة: عمل الحكمة

  1. الوحي يتضمن بعض العقائد التي يستطيع العقل أن يصل إليها
  2. الوحي يتضمن بعض العقائد التي لا يستطيع العقل أن يصل إليها
  3. الوحي والعقل لا يتعارضان
  4. منهج الفلسفة في تعرضها لمسائل الدين

الجزء الأول: وجود الله وصفاته

  1. الرأي بأن وجود الله من القضايا الأولية التي لا تحتاج إلى برهان
  2. الرد على هذا الرأي
  3. الراي بأن وجود الله لا يُعرف إلا بالإيمان، والرد على هذا الرأي
  4. استدلالات ناقضة في مسألة وجود الله
  5. استدلالات برهانية لوجود الله
  6. بعض صفات الله السلبية
  7. صفات الله الإيجابية
  8. الصفات الذاتية
  9. علم الله
  10. بعض الاعترضات المشكوكة فيها في هذا الموضوع
  11. إرادة الله
  12. عبارات عن نزوعيات وفضائل أخلاقية لله
  13. حياة الله

الجزء الثاني: الخالق والمخلوق

  1. مقدمة
  2. قدرة الله
  3. العلاقة بين الخالق والمخلوق
  4. تعريف الخلق
  5. ما تتعلق به قدرة الله وكيف تعمل بالحرية والحكمة
  6. هل يمكن أن يكون الخلق أزلياً
  7. أصناف المخلوقات المختلفة
  8. ماهية المخلوقات العقلية
  9. كيف يتحد الجوهر العقلي بالبدن
  10. أن العقل الانفعالي والعقل الفعّال قوتان شخصيتان لكل انسان
  11. أصل النفس الإنسانية وبقاؤها
  12. إبداع النفس الإنسانية من خلق الله
  13. ماهية الجواهر العقلية المفارقة عن المادة
  14. علم الجواهر العقلية المفارقة

الجزء الثالث: الله هدف المخلوقات أجمعها

  1. مقدمة
  2. اتجاه الخلق للخير، وكيف يوجد الشر
  3. الله هدف للكل
  4. الهدف الخاص للمخلوق العقلي هو معرفة الله
  5. معرفة الله الذي يُحتاج إليها للسعادة
  6. كيفية العلم بالله في الآخرة
  7. تعريف العناية الإلهية
  8. العناية الإلهية المباشرة والعناية الإلهية بالوسائط
  9. القدر
  10. المعجزات الصحيحة والمعجزات الكاذبة
  11. عناية الله بالناس

خاتمة


تمهيد

إن المسيحيين ألّفوا منذ نشأة الإسلام كتباً عديدة في الدفاع عن دينهم؛ فاتخذوا لذلك أساليب مختلفة من الكتابة كالمقالات التي حرّرها آباء الكنيسة والمصنفات الضخمة التي ألفها كُتّاب القرون الوسطى والبحوث العلمية المتنوعة التي قام بها الباحثون في القرنين الماضيين. وهكذا فعل المسلمون فوجهتهم للدفاع عن دينهم منذ القرون الأولى للإسلام إلى اليوم مما قد يطول ذكره، فنكتفي هنا بذكر النشاط الفكري الذي قاموا به في مضمار ما يسمى بعلم الكلام؛ فنتساءل: ما هي أوجه التشابه بين الطرفين في هذا المجال؟ التشابه الأول في أن الطرفين لديهما عدة عقائد يشتركان فيها، والتشابه الثاني في أن كلاً من الطرفين رأى أن لهذه العقائد أساساً عقليّاً؛ بمعنى أن مبادئ الإيمان يمكن أن يُبرهن عليها برهانا عقلياً، وحتى الأمور التي لا تعرف إلا عن طريقة الكتب المقدسة - أعني بالنقل- من الممكن التدليل على أنها ليست مستحيلة وعلى أن لا شيء فيها يخالف العقل.

إن المنهج الذي اتبعه كل من علماء المسيحية وعلماء الكلام من المسلمين في القرون الوسطى منهج فلسفي بكل معنى الكلمة، إلا أن التفكير الفلسفي كان يرشده ’النقل، فالمنهج الفلسفي محاولة لحفظ ما تتضمنه النصوص النقلية وفي الوقت نفسه محاولة للبحث فيما يتكلمه العقل، فأصبح ’علم الكلام (عند المسلمين) و’الفلسفة الدينية (عند المسيحيين) عبارتين تكادان أن تكونا مترادفتين.

إن أكثر المصنفات المسيحية والإسلامية لتلك العصور تبتدئ بالتعرض للمبادئ العقلية، ثم تواصل سيرها إلى دراسة العقائد المبنية على النقل الخاصة بكل من النصوص المسيحية والإسلامية.

هناك إذن كتب عديدة أنتجها الإسلام كما أنتجتها المسيحية في هذا المجال. أما الكتاب الذي أودّ أن أقدمه هنا فإنه يختلف نوعاً ما عن الكتب التي سبق ذكرها، لأنه يحاول أن يجمع بين الفكر المسيحي والفكر الإسلامي وأن يسير بهما إلى أقصى حد ممكن من الوفاق في التفكير الفلسفي الديني.

إن هذا الكتاب استوحى اتجاهه من وجهة نظر القديس توما الأكويني في كتابه الذي عنوانه Summa Contra Gentiles.  ذلك العنوان يتضمن كلمة “contra” ، فلم أترجم هذا اللفظ بمقابله العربي 'ضد' لأن الكتاب في الواقع لم يؤلف 'ضد' أي دين كان عامة ولا 'ضد' الإسلام خاصة، إنما عرض فيه توما الأكويني عقائد الدين المسيحي عرضاً كله إيجاب وليس سلباً. إن الكتاب مقسم إلى أربعة أجزاء، والأجزاء الثلاثة الأولى يدافع فيها المؤلف عما يشترك فيه المسيحيون والمسلمون على حد سواء. لذلك فضلت أن أترجم عنوان كتابه كما يلي: 'خلاصة الكلام لجميع الآنام'.

وهناك سؤال: ما عسى أن يكون الغرض من تأليف كتاب جديد بعد ما كتبه توما الأكويني في مثل هذه المسائل؟  إني ألفته أولاً لأن كتاب توما الأكويني S.C.G. استشهد بأمثلة عديدة واستدل بأدلة كثيرة مأخوذة من كتاب الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو "السماء والعالم" أبطلها العلم الحديث. ولذلك يحتاج إلى تجديد من هذا الجانب.. هذا هو الغرض الأول. والغرض من تأليف كتاب جديد ثانياً غرض التيسير؛ ذلك أن توما الأكويني اتخذ في كلامه أسلوباً جدلياً معقداً يستلزم من القارئ مجهوداً جبّاراً في سبيل الفهم وحسن المنال والاستفادة، فأردت أن ألخص كلامه وأن أقدمه بطريقة أقرب إلى الأذهان والأفهام.

كان من عادة القديس توما الأكويني أن يورد في آخر كل فقرة من فقرات كتابه آية من آيات الكتاب المقدس تأييداً لما قاله قبل، وسوف أتبع هذه العادة وأحترمها، فكلما أورد آية من الكتاب المقدس أصحبها بآية من آيات القرآن.

والأرقام بين القوسين بعد العناوين في النص تشير إلى الكتاب والفقرة لكتاب توما الأكويني.

والله المعين على تفهمنا لما له من المجد ولما أفاض علينا من حكمته.