فلسفة العالم الإسلامي
الفلاسفة وأهم مواضيع كتبتهم

مقدمة
الباب الأولمنظر تأريخي
الباب الثانيالله والعالم
الباب الثالث السببية الثانوية أو الجبرية
الباب الرابع النفس الإنساني
الباب اخامس سبيل السعادة
الباب السادس النقل والعقل


مقدمة


في أوائل القرن الثالث عشر فاجأ العالم الغربي اقتحام الفلسفة اليونانية العربية، التي غيرت مسيرة الفكر الأروبي وتستمر تنعكس في تأريخ العالم حتى اليوم.

وفلسفة العالم العربي المسلم ابتدأت باكتشاف إرث يوناني قديم. ثم تقدمت في طريقها الخاصة، تدخل في كل موضوع يهم الإنسان. وهكذا أنجزت نظريات ذات تأثير جاد في الدين والاجتماع والأشخاص الفردية. والمسائل التي كانت تناقش آنذك تستمر تُناقش حتى الآن، ويجدر العمل أن نفتش كيف واجهها عصر وثقافة سابقة.

وليس بأمر سهل تحديد موضوع مثل هذا الكتاب. ومن ناحية كانت الفلسفة في ذلك العصر تشمل كل العلوم (كما سننرى قريباً).[1] وهنا نراجع أهم المسائل، مثل وجود الله وصفاته، وخلود النفس الإنساني أو مفارقتها عن المادة، وحريته أمام قدرة الله على كل شيء (مع مسألة الشر)، ومصير الإنسان النهائي، والعلاقة بين الفلسفة والوحي.

ومن هم فلاسفة العالم الإسلامي؟ نتفكر أولاً في الأبطال المشاهير مثل الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد. ولكن يلزم علينا أن تنجاوز العرب والمسلمين، فإن بعض أكابر الفلاسفة في العالم الإسلامي لم يكونوا عرب أو لم يكونوا مسلمين. وهذا الموضوع غير كامل بدون إشارة إلى الرشدية اللاتينية وجواب توما الأكويني إليه. فكانت البيئة اللاتينية والبيئة العربية في ذلك الوقت عالماً عقلياً واحداً يناقش نفس المسائل ويستعمل نفس الآلات الفلسفية.

وتلخيص جديد لفكر فلاسفة العالم الإسلامي مطلوب ألآن بسبب نشر عدد كبير من مؤلفاتهم في السنوات الثلاثين الماضية. ورغم الدرس المخصص الكثيرالذي بقي عمله، لدينا إمكانية سرد تركيب جديد لفكر هؤلاء الفلاسفة.

وبافتراض معرفة عامة لتأريخ الفلسفة ومبادئ الفلسفة الآرسطية والأفلاطونية الجديدة، أقدم أولاً منظراً عاماً لتأريخ الفلسفة في العالم الإسلامي. ثم أكرس باباً لكل من خمس مسائل: الله والعالم، السببية القدر، النفس الإنسانية، السعادة، العقل والنقل.

وأعددت هذا الكتاب للقسم الجامعي، لكي يخصب برنامجاً شاملاً للفلسفة، وكذلك يخدم كمرجع في ميدان الفلسفة العربية.


انظر أيضاً ابن باجة، رسالة الوداء، ص 120.